
لاتغضب
ذكر لي : أن في ضاحيته شخص في التسعينات بدين جدا : نصحوه في تخفيف وزنه لتجنب أمراض : السكر ، والضغط ، والكلسترول ، والقولون العصبي ، والسكته الدماغية ، والملاحظ : أن الذين نصحوه ماتوا جميعهم بنفس الأمراض . أما هو : فلا يشكوا من أي مرض ، يمارس حياته بصورة طبيعية . قلتُ له : صف لي أحواله وطبائعه ؟ قال لي : لم يكن مشاحنا ولا غضابا ولا مشاجرا ولا مجادلا متسامحا ، لايكره ولايحقد . حينئذٍ تذكرت وصيية الرسول للأعرابي بعدم الغضب ثلاث مرات . وعلمت أن الغضب وراء كل مصيبة ونكبة . لك الله يا أمة...

خلق المداراة والحلم
قالوا من قلة الفطنة والفهم عن الناس أن تبادر عدواً أو حسوداً أو من لك عليه حق بالمخاصمة . و إنما من الحصافة ، إذا علمت أنه لدود مُخاصم أن تظهر له السلامة . فإذا رأيت منه إعتذاراً ، فأقبله وإذا بادرك بالخصومة ، بادره بالصفح ، ثم أبطن الحذر منه ، فلا تثق به . وإذا أردت أن تؤذيه ، فأول سلاح تتخذه أن تقوم بإصلاح نفسك في قولك وفعلك ، وأعلم أن أعظم العقوبة له هي أن تعفو عنه لله تعالى . وإن بالغ في الشتم ، فبالغ أنت في الصفح . فخصومتك له تعلمه أنك تكنَّ له العداوة ، فيأخذ الحذر منك ، ويبسط...

لا تقطع رجاء من رجاك
رحل الإمام أحمد إلى ما وراء النهر ، للبحث عن أحاديث ثلاثة ، قيل له : إن هناك من يرويها و يحفضها . فوجد شيخاً ، يطعم كلباً ، فسلم على الشيخ ، فرد عليه السلام . ثم تشاغل الشيخ باطعام الكلب ، ولم يقبل عليه . فلما فرغ الشيخ من إطعام الكلب ، التفت إلى الإمام وقال له : كأنك وجت في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك ؟ قال : نعم . قال : حدثني ابو زناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قطع رجاء من ارتجاه ، قطع الله رجاءه منه يوم القيامة ، فلم يلج الجنة )...
تهانينا!
إذا كنت تقرأ هذه السطور ، فهذا يعني أن عملية التسجيل كانت ناجحة وأنه يمكنك البدء في التدوين