
ما قيل في ذم البدانة
ما قيل في ذم البدانة
قيل : من الفقه ذم البدانة ( السمن ) . لما في ذلك من من تكلف المطاعم والإشتغال بها عن المكارم ، بل أن بعض الأحاديث ، فيها دلالة على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية .
وذكر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أن في القرون المتأخرة ، قوم يظهر فيهم السمن المكتسب أي : ( بفعل الإنسان) ؛ وإنما هو من كثرة الأكل ، والشره والدعة والراحة ، والإسترسال مع النفس على شهواتها .
فمن كانت هذه أخلاقه ؛ فهو عبد لنفسه ، لاعبد لربه . ومن كثر أكله وشربه ؛ كثر نهمه وحرصه ؛ وزاد كسله ونومه ، فكان...

لغة التلطف واللين
لغة التلطف واللين
قوله تعالى : ( قال أراغب أنت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ) . قال سلام عليك : انظر إلى الجانب الأخلاقي والقيم العليا في هذا الرفق واللين من قبل ابراهيم ، و تأمل لغة العنف والقسوة من قبل أبيه الكافر . الله يريد من عباده الصالحين في خطابهم للكفار : التلطف ولين الجانب وحسن القول .
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) . وقال تعالى : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم...

الأحداث الكونية
الأحداث الكونية
( ومن آياته الجوارفي البحر) ... ( أو يبقهن بما كسبوا ويعفُ عن كثير ) .
الفساد الحاصل في الكون : في بره وبحره وجوه ، أسباب ناشيئة عن تصرفات الإنسان . هذه عبرة وينبغي أن يعلم كل أحد أن استمرار العطاء الرباني في كل أوجه الحياة مرهون بشكر الله والاستقامة على المنهج .
وأن ما يلم بالإنسان من نكد ومنغصات فهو بسبب العصيان والإنحراف عن الإستقامة ، وماتراه من أحداث كونية : من زلازل وبراكين وأعاصير واضطرابات في كل قارات العالم ، إلا امثلة لذلك .
المطالب العالية

حياة الحرمان
حياة الحرمان
( وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون )
يقول أهل العلم : المقصود بالعذاب هنا ما يقع لهم من مصائب الدنيا ، من الأوجاع والأسقام والبلايا ، وذهاب الأموال والأولاد ، والقلق والهم الذي يجعل حياتهم جحيماً لا يطاق .
لايشعرون بطعم متع الحياة ورغد العيش الذي هم فيه . وإنك لتشاهدهم في هذه الأزمنة في هم وضيق ومنافسة بينهم ، واحقاد تملأ نفوسهم ، والله تعالى قد صرف عن مداركهم استشعار أسباب معرفة ماهم فيه ، فلو أنهم رجعوا إلى الله وعاشوا تحت مظلة الإيمان و قيم الدين...

عقوبات المعاصي
عقوبات المعاصي
لقد حرم الله على بني إسرائل ، طيبات أُحلت لهم ، لأجل ظلمهم وبغيهم ، فأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاتعاقب كلها بمثل هذا ، ولكن قد تُعاقب ظلمتهم بهذا بأن يُحرموا الطيبات ، أو لايجدون لذة في مأكل ومشرب ، ولا منكح ، ولا ملبس ، ونحوه ، كما كانوا يجدونها قبل ذلك ، وتُسلط عليهم المنغصات والأكدار والهموم ويُجرّعون غصص المال ، والولد والأهل .
قال تعالى : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ) وقال تعالى : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال...

المعاجلة في العقوبة
المعاجلة في العقوبة
الذنب لايخلو من عقوبة البته ، ولكن لجهل العبد عن رقابة الله ، لايشعر بأسباب ما هو فيه في من مصائب و مكدرات ، فترتب العقوبات على الذنوب كترتب الإحراق على النار ، والغرق على الماء ، وفساد البدن على السموم ، والأمراض على الأسباب الجالبة لها .
وقد تقارن العقوبة مع وقت اقتراف الذنب ، وقد تتأخر عنه ، إما يسيراً وإما بعد مدة ، كما يتأخر ظهور المرض عن سببه ليأخذ زمنه في النمو والتفاعل في البدن .
فكثيراً ما يقع الغلط للعبد في هذا المقام ، فيذنب فلا يرى أثر...

نهاية رحلة الغزالي
نهاية رحلة الغزالي
ما يمكن تحصيله بطرق العلم ؛ فقد حصلته ؛ بعد أن بذلت منتهى طاقتي ؛ واستنفذت كل وقتي ؛ ولم يبقى إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم ؛ وقد وصلت في نهاية الأمر إلى قناعة يقينية ، بأن هناك ثلاث مرتكزات رسخت في نفسي وهي : ـ
( إيمان يقيني بالله وبالنبوة ، وباليوم الآخر) . فهذه الأصول الثلاثة ، من الإيمان وقد ظهر عندي ، أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى ، وكف النفس عن الهوى .
وأن رأس ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا ؛ وذلك بالتجافي عن دار الغرور؛ والإنابة إلى...

الأب السابع
الأب السابع
ما قيل : عن الكنزالذي كان تحت الجدار الذي بناه الخضر عليه السلام بصحبة النبي موسى عليه السلام الذي ورد في سورة الكهف : ( وكان تحته كنز لهما ) .
يقول الحسن البصري : الكنز المذكور في الآية الكريمة عبارة عن لوح من ذهب مكتوب عليه { بسم الله الرحمن الرحيم } : عجبتُ لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ، وعجبتُ لمن يؤمن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ، لاإله إلا الله محمد رسول الله .
وفي رواية ثانية قيل : سطران ونصف ، لم يتم الثالث . عجبت...

احذر صاعقة الدين
احذر صاعقة الدين
الغيبة : من معانيها ذكرك أخاك بما فيه مما يكره لو سمعه . وفي ما روي أنها : أشد من ثلاثين زنية في الإسلام . وفي القرآن شبهها الله بأكل لحم الميته .
ومن أقبح الغيبة ذِكره عيب أخيه بإظهار الشفقة عليه ، فيصل المقصود من غير تهريج ، فيُقال : مسكين فلان لقد أساءني حاله وغمّني ما هو عليه إلى غير ذلك من التلويح من بعيد ، والتظاهر بعدم رغبته في الغيبة .
وهذا ينم عن خبث في الطبع ، فقد أضاف إلى النميمة المذمومة والتي تُقال غالباً باسلوب صريح وواضح ، خبث الطوية . و مع علمه بأنها حرام...