
الدور الثلاثة
الدور الثلاثة
يقول أهل العلم : اعلم أيها المؤمن أن من أعرض عن ذكر الله الذي أنزله ، فله من ضيق الصدر ونكد العيش ، وكثرة الخوف ، وشدة الحرص والتعب على الدنيا والتحسر على فواتها قبل الحصول عليها وبعد حُصولها والآلام في خلال ذلك ما لا يشعُرُبه القلب .
فقلوب أهل البدع والمعرضين عن القرآن ، وأهل الغفلة عن الله ، وأهل المعاصي في جحيم قبل الجحيم الأكبر ، وقلوب الأبرار في نعيم قبل النعيم الأكبر .
( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ) في الدور الثلاثة ، وإن كان تمامه وكمال ظهوره إنما...

علاقة متوترة منذ الأزل
علاقة متوترة منذ الأزل روى أبو نعيم في الحلية : أن رجلاً كان يُعرف بابن حمير ، وكان له ورع ويصوم النهار ويقوم الليل ، فخرج ذات يوم يتصيد ، إذ عرضت له حية ضخمة فقالت له : يا محمد بن حمير : أجرني أجارك الله ! قال لها : ممن ؟ قالت له من عدو قد ظلمني ، قال لها : وأين عدوك ؟ قالت له : من ورائي ، قال لها : من أي أمة أنتِ ؟ قالت من أمة محمد ، قال ففتحت لها ردائي ، وقلت لها ادخلي فيه ، قالت : يراني عدوي . فكشفتُ عن طمري ( الطمرالثوب) وقلت لها : ادخلي بين الطمر وبطني ، قالت يراني عدوي ، قلت لها : فما الذي...

المثالية في عيون العالم
المثالية في عيون العالم
( وإنه ذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) يعني : القرآن شرف لك يا محمد ولقومك من قريش إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم . ونظيره (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم) .
سوف تسألون يوم القيمة عن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وشكركم له ، على أن رزقتموه وخصصتم به بين العالمين .
وهذا يعني انكم سوف تُسألون ، إذا لم تطبقو تعاليمه بافعالكم وسمتكم وأخلاقكم وما يحمله من تشريعات وقيم أخلاقية سامية ، لتكونوا دعاة للغير ، هذا هو معنى تكونوا شهداء على الناس .
العالم يريد رؤية...

المكاسب الكبرى
المكاسب الكبرى
التعلق يكون بالقلب ، ويكون بالفعل ، ويكون بهما جميعاً ، أي من تعلق شيئاً بقلبه وفعله وكل إليه ، أي : وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلق به .
فمن تعلقت نفسه بالله ، وأنزل حوائجه بالله ، والتجأ إليه ، وفوض أمره كله إليه . كفاه كل مؤنة ، وقرب إليه كل بعيد ، ويسر له كل عسير .
ومن تعلق قلبه بغير الله ، أواعتمد إلى علمه وعقله ودوائه وتمائمه ، وسكنت نفسه على حوله وقوته ، وكله الله إلى ذلك وخذله . وهذا معروف بالتجارب ، ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
قال الإمام أحمد : في...

حياة بلا مشاكل
حياة بلا مشاكل
نقل عن أعرابيا سب آخر ، فسكت ، فقيل له : لما سكت عنه ؟ فقال : ليس لي علم بمساوئه ، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه . !!
· وقال أحد الحكماء : احذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللئم إذا شبع ، واعلموا أن الكرام اصبرُ نفوساً ، واللئام الصبر اجساماً .
· دخلوا على بعض الصالحين : فقلبوا بصرهم في بيته ، وقالوا له : إنا نرى بيتك بيت رجلٍ مرتحل ، فقال : أمرتحلُ ؟ لا، ولكن أُطرَدُ طرداً .
· أهمية تقديم محبة الله على...

عملية انقاذ من البئر
عملية انقاذ من البئر
ان الكرامات التي نقف عندها ، لاننكر حدوثها ، ولا نجزم بوقوعها ولكن سمعنا بما يفوق هذه القصة غرابة .
هذا رجل صالح : يتحدث عن ما حدث له وهو في طريقه إلى مكة ، قال : كنت في تبوك في طريقي إلى الحج . فقدمت إلى بئر لأستقي منه ، فزلقت رجلي ، فوقعت في جوف البئر، فرأيت في جوف البئر زاوية واسعة ، فأصلحتُ لي فيها موضعاً ، وجلستُ عليه .
وقلت في نفسي : إن كان مني شيئ ، لأفسد الماء على الناس ( ينوي الخير في اسوأ الظروف ) وطابت نفسي وسكن قابي ، فبينما أنا قاعد مشغول بحالي ، إذا...

تجفيف المنابع : (1 ـ3 )
تجفيف المنابع : (1 ـ3 )
تعتبر الخمور أخطر المواد المسببة للإدمان ، وأوسعها انتشاراً ، وهي البوابة التي منها يحصل الدخول إلى عالم المخدرات الأكثر فتكاً . والمشكلة وإن كانت تعتبر نزيف اقتصادي هائل إلا أنها ، تسبب ماهو أخطر من ذلك ، في إضاعة زهرة شباب الأمة ،عدا الجرائم الخطيرة مثل : حوادث المرور وجرائم القتل والاغتصاب والسرقة وجرائم العنف والطلاق ...إلخ .
ولو رجعنا وراء إلى المجتمع الجاهلي قبل ظهور الإسلام لوجدنا أن للخمور شأن كبير في حياتهم : فهم يعتبرون إطعام الطعام وتقديم الخمور ،...

استغن بالله عن خلقه
استغن بالله عن خلقه
كتب بعض السلف إلى أخ له : أما بعد ، فإن كان الله معك فمن تخاف ؟ وإن كان عليك فمن ترجو ؟ . هذه المعية الخاصة ، هي المذكورة ، في قوله تعالى : ( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) . وفي قول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي بكر وهما في الغار : ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن الله معنا ) .
فهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد ، والحفظ والإعانة ، بخلاف المعية العامة المذكورة في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ... ) .
فإن هذه...

موعظة من الجار الجنيّ
موعظة من الجار الجنيّ
قال ابن أبي الدنيا ... سمعت أبا خليفة العبدي قال : مات ابن لي صغير فاحزنت عليه حزناً شديداً وارتفع عن عيني النوم .
فوالله إني ذات ليلة في بيتي على سريري ، وليس في البيت أحدُ ، وإني لمفكر في إبني ، إذ ناداني مناد من ناحية البيت : السلام عليكم ورحمة الله ، يا أبا خليفة ، فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله .
قال : ورعبت رعباً شديداً ، فتعوذت ثم قرأت آيات من آخر سورة آل عمران ، حتى انتهيت إلى هذه الآية ( وما عند الله خير للأبرار ) . قال : يا أبا خليفة ، قلت لبيك ، قال : ماذا تريد...

ديني ودين آبائي
ديني ودين آبائي
كان للمأمون وهو أمير مجلس نظر ، فدخل في جملة الناس ، رجل يهودي حسن الثوب ، حسن الوجه طيب الرائحة ، فتكلم أمام الأمير فأحسن الكلام والعبارة ، فلما انفض المجلس ، دعاه المأمون ، فقال له : أسلم حتى أفعل بك وأصنع ووعده فقال : ديني ودين آبائي وانصرف .
فلما كن بعد سنة ، جاء مسلماً ، فتكلم عن الفقه ، فأحسن الكلام ، فلما انصرف المجلس ، دعاه المأمون ، قال : ألست صاحبنا بالأمس ؟ قال : بلى .
قال له : فما سبب إسلامك ؟ قال : انصرفت من حضرتك ، فأحببت أن أمتحن هذه الأديان ....