
الحياة الطيبة ـ (2ـ2)
الحياة الطيبة ـ (2ـ2)
قال ابن القيم في بعض كتبه : ـ
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همَّهُ إلا الله تبارك وتعالى ، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كلَّ ما أهمَّه ، وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته .
وإن أصبح وأمسى والدنيا همَّهُ حمَّله اللهُ همومها ، وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ، ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم ، وأشغالهم .
فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره ، كالكير ينفخ بطنه ، ويعصر أضلاعه في نفع غيره ، فكل من...

طريق الإستقامة
طريق الإستقامة
· جاء صحابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ، إن ابني أسره العدو وجزعت أمه ، فما ذا تأمرني ؟ قال : ( آمرك وإياها : أن تستكثروا من قول : لاحول ولا قوة إلا بالله ) فقالت المرأة : نعم ما آمرك به رسول الله ، فجعلا يكثران منها .
وكان قد شدوه بالقيد ، فسقط القيد عنه ، فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها ، فإذا به يرى سرح (من الغنم) للقوم الذين شدوه ، فصاح بها ، وفاجأ أبويه ، يناد بالباب فآتى رسول الله ، فأخبره بذلك ، فنزلت : ( ومن يتق الله يجعل له...

تكدر الأوقات
تكدر الأوقات من فساد القلب عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله ، وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس . حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة قيل في شرح هذا الحديث : ـ وقد اشتمل هذا الحديث على وصيتين عظيمتين : إحداهما الزهد في الدنيا وأنه مقتضي لمحبة الله تعالى لعبده . والثاني الزهد فيما أيدي الناس فإنه مقتضي لمحبة الناس . فأما الزهد في الدنيا ، فقد كثر...

السيد في قومه
السيد في قومه
( وإذ أسر النبيُ الى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ) التحريم / 3 .
لم يتوسع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سرد كل التفاصيل . قال سفيان : ما زال التغافل من فعل الكرام ، وقال الحسن : ما استقصى كريمُ قط .
وهذا يفيد مزيد اهتمام بمرضات أزواجه ، وهذا من مزيد كرم اخلاقه وشمائله العظيمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مع الأهل والأقرباء أعظم شأناً .
وقال الشاعر : ليس الغبيُ بسيدٍ في قومهِ ــــــــ ولكن سيدَ قومَه المتغابي . عندما سألته : (من...

همسات إيمانية
همسات إيمانية
من المعلوم بالاستقراء : ان من اتبع هواه في مثل طلب الرئاسة ، والعلو ، والتعلق بالصور الجميلة ، أو جمعه للمال : يجد في أثناء ذلك من الهموم والغموم والاحزان والآلام ، وضيق الصدر ، أكبر من أن يُعبر عنه .
وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى والخلاص من النفق الذي أدخل نفسه فيه فهو في خوف وحزن ملازماً له دائماً ، فإن كان طالباً لهواه ، فهو قبل أن يدركه حزين متألم لصعوبة الحصول عليه ، فإذا أدركه ، ابتلي بالخوف من فراق وزواله .
أما أولياء الله الذين اختاروا طريق الاستقامة ،...

التربية الإيمانية
التربية الإيمانية
الجانب الأصيل في شخصية المسلم : الصدق والاستقامة ، وأن يكون ظاهره كباطنه وأن يطابق فعله قوله. قال الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ..)
يقول صاحب الظلال :
هذه سمة في شخصية المسلم ، يدق عليها القرآن كثيراً ، وتتابعها السنة في تكرار يزيدها توكيداً . يقول الله تعالى مندداً باليهود : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب . أفلا تعقلون ) .
ويقول الله تعالى مندداً بالمنافقين : ( ويقولون طاعة ، فإذا برزوا من عندك بيَّت طائفة...

فتنة المحبة
فتنة المحبة
قد يحب الناس الشخص لعلمه ، أو دينه أو إحسانه ، أو غير ذلك من أنواع المحبة فالفتنة في هذه المحبة عظيمة .
فإن فتنة الجاه والعلم والصور فتنة كل مفتون ، وهم مع حبهم له يطلبون مقاصدهم فإن لم يفعلها نقص الحب أو حصل نوع بغض ، ولربما زاد أو أدى إلى الإنسلاخ من حبه ، فصار مبغوضاً بعد أن كان محبوباً .
ولعل فتنة الصور تحتل المساحة الأوسع بين الناس ، وخصوصاً العلاقة بين الجنسين ، وما ينشأ عن هذه العلاقة من ارتكاب المحرمات ، وانتشار الفساد ، وعدم مراعاة الضوابط الشرعية التي تنظم...

اخرج من هوى نفسك
اخرج من هوى نفسك
يقول الشخ عبد القادر في ( فتح الغيوب) : اخرج من نفسك وتنح عنها وسلم الكل لله تبارك وتعالى ، وكن بواباً على باب قلبك ، وامتثل لأمره تبارك وتعالى في إدخال من يأمرك بادخاله ، فلا تدخل الهوى قلبك بعد أن خرج منه .
وإخراج الهوى من القلب بمخالفته وترك متابعة الأحوال كلها ، وادخال رقابة الله تعالى في القلب بمتابعته وموافقته ، فلا ترد إرادة غير إرادته تبارك وتعالى ، احفظ أبداً امره وانته ابداً عند نهيه ، ولا تشركه بشيء من خلقه .
( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً...

مقامات إيمانية
مقامات إيمانية
- ما قيل في الظلم : قالوا هو الذي يترتب عليه اضرار في الدين والدنيا ، فهذا الصنف عقوبته معجلة في الدنيا ، مع ما ينتظر صاحبه غداً .
فما يلحق العبد من أضرار في دينه ودنياه : بسبب ظلم الناس ، يستحق صاحبه العقوبة المعجلة في الدنيا لا محالة ، فمن شأن هذه العقوبة أن تردع ظلم الناس بعضم عن بعض ، وهو نوعان : 1 ــ منع ما يجب لهم من الحقوق ، وهذا تفريط 2ــ فعل ما يضرهم ، وهو العدوان .
- كان عمر بن عبد قيس يقول : أحببتُ الله تبارك وتعالى حباً ، سهل عليّ كل مصيبة...

معالم الفضائل (2)
معالم الفضائل (2)
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه" رواه أحمد والحاكم وصححه الشيخ الألباني
· روى الإمام أحمد في كتاب الزهد ، في مناجات موسى المأثورة ، التي رواها وهب بن منبه . يقول الله تعالى : ( إني لأذود أوليائي عن نعيم الدنيا ورخائها ، كما يذود الراعي الشفيق على ابله عن مراتع الهلكة .
· وإني لأجنبهم سكونها وعيشها ، كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة ، وما...