الدنيا والشيطان والصلاة
الدنيا والشيطان والصلاة الإحسان في تأدية الصلاة لابد أن تثمر قيم حضارية راقية في حركة الحياة في التعاملات الإنسانية . كيف يمكن أن تتحقق هذه الثمرة من الصلاة دونما يكون العبد محسناً في أدائها. كيف يمكن أن تتحقق هذه الثمرات ، عندما لا يشعر بأن الله يراه إذ يقبل على صلاته مناجياً ربه في ركوعه وسجوده وهو شارد الفكر ؟ مثقلاً بشواغله الدنيوية ومشاريعه فلم يعد في فكره متسع لمراقبة ربه .
هل الإسلام ، بدون هذا الإحسان ، إلا كجسد لاروح فيه ، أو كتمثال لا حراك فيه مقطوع الصلة...
الحية والعصفور
الحية والعصفور روي عن بشر بن الحارث أنه قال قابلت عبكر الكردي ، قاطع الطريق ، فقلت له : ايش كان أصل رجوعك إلى الله تعالى ؟.
فقال : كنت في موضع وبينما أقطع الطريق ، رأيت ثلاث ، نخلات نخلة منهن لاتحمل ، وإذا بعصفور ، يأخذ من حمل النخلة التي تحمل الرطب ، فيدعها في التي لا تحمل .
فلم أزل أعدّ عليه عشر مرات ، فخطر بقلبي : قم وأنظر ! فنهضتُ ، فإذا في النخلة حية عمياء والعصفور يضع الرطب في فمها . فبكيت بكاءً شديداً من هذا المنظر ، وقلت :- يا سيدي ومولاي هذه حية أعميتها ، وأقمت...
لا يهزمك النقد
لا يهزمك النقد
يقول أحد الكتاب المعاصرين : إن أصحاب الحساسية الشديدة بما يقول الناس ، الذين يطيرون فرحا بمن يمدحهم .
ويجزعون بمن يذمهم .
هم بحاجة إلى أن يتحرروا من هذا الوهم ، وأن يسكبوا في أعصابهم مقادير ضخمة من البرود ، وعدم المبالاة ، وألا يغتروا بعبارة ثناء أو هجاء .
جاء في القرآن الكريم : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) .
ابو نادر
المطالب العالية...
رسالة إلى نهر النيل
رسالة من المدينة إلى نهر النيل :-
لما تولى عمر بن العاص مصر : جاءه وفد من المصريين وقالوا له : لقد جرت العادة هنا في مصر أنه إذا نقصت مياه النيل نعمد إلى اختيار أجمل البنات ، ونضع عليها حلة العروس ، ثم نلقيها في النيل .
فما يلبث النيل أن يفيض ثم يعم الرخاء ، فقال لهم عمر بن العاص : لا بد أن أعود الى عمر بن الخطاب خليفة المسلمين لهذا الأمر .
فجاء الرد من عمر في قصاصة ورقة صغيرة مكتوب فيها :
( من عمر بن الخطاب الى نيل مصر :
إن كنت تجري بأمرك ، فلا حاجتنا اليك ، وإن كنت تجري...
مقامات رفيعة
مقامات رفيعة :-
ما قيل في ابن قدامه العالم والزاهد الكبير
قال عنه أحد علمائه المعاصرين له : من رأى ابن قدامه
فكأنما رأى بعض الصحابة ، وكأن النور يخرج من وجهه .
وكان إماما في فنون كثير ، ولم يكن في زمانه أحد أزهد منه ، ولا أورع منه ولا أعلم منه .
وكان كثير الحياء ، عزوفاً عن الدنيا وأهلها ، هيناً ليناً ، متواضعاً على مكانته في العلم .
وكان محباً للمساكين حسن الأخلاق ، جواداً سخياً ، وكان كثير العبادة غزير الفضل ، ثابت الذهن .
شديد التثبت في علمه . دائم السكون ، قليل...
أخلاق النبوة
أخلاق النبوة
( قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ) .
أي : فرقتم بين يوسف وأخيه .
والعبرة هنا التلطف والخلق النبوي الرفيع ، في اسلوب خطاب يوسف لأخوانه ،وحفاظه على مشاعرهم من أن تخدش ، أو يشعرون باللوم والذنب .
اقتلع هذا الإحساس قبل أن يوجد ، حيث قال لهم : ( إذ أنتم جاهلون ) أي : أنما حملكم على ذلك ، الجهل وطيش الشباب .
لا حظ أن يوسف في غمرة هذا الموقف العظيم ، لم ينس ارتباطه بالله دائماً عندما قال : ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا...
زمن القرية الجميل
زمن القرية الجميل :
ما أن تطل عليهم ، بعد الغياب حتى تتوافد إليك الوفود مستبشرة مهنئة بسلامة القدوم وتحتضنك الأيادي ، ويعم الفرح أرجاء القرية .
وتبدأ الولائم مع قلة ذات اليد ، الكل يبادر في أن يكون الأول في الإستضافة .
كأنك تعيش في أجواء أسرة واحدة يجمعها أب واحد وأم واحدة. .
لا تسمع بالوحدة والإكتئاب ، والأمراض النفسية وأمراض القلب ، وأمراض الشرايين والضغط والسكر ، لا ترى إلا مظاهر الألفة ودفىء العشرة .
لا تسمع بالخلافات الزوجية والأسرية ونسبة الطلاق في القرية تحت...
عصا موسى
آخر الأسبوع عصا موسى :- عندما عاد موسى من مدين سأله الله تعالى : عند جبل الطور ( وما تلك بيمينك يا موسى ؟ ) . لم يكن المقصود بالإستفهام ، عن ماهية العصا فموسى يعلم أن التي في يده عصا . لكن لعل الله تعالى يريد أمراً آخر غير ذلك . وهو أن يقرره ويجعله على يقين كامل بأن التي في يده هي فعلاً عصا. كي لا يتبادر إلى ذهنه بعد رؤية المعجزه : أن التي في يده لربما كانت فعلاً حية ، ولم ينتبه لها في الظلام . فهذا استيثاق من العليم الحكيم ، وتوطئة لتخفيف المفاجأة من وقع ،الحدث . والله...
معطيات جديدة
معطيات جديدة
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
يقول أحد الكتاب المعاصرين : الأرض الذلول كانت تعني في أذهان المخاطبين القدامى ، ما ألفوه من سهولة طرقها وحسن تربتها ومائها وهوائها وكنوزها ..الخ .
وهي مدلولات مجملة يفصّلها العلم الحديث وما اهتدت إليه العقول البشرية كل هذه العلوم تمد في مساحة فهم النص القرآني .
"فذلولاً " : يطلق على الدابة ، ولكن يحمل هنا معنى أوسع فالدابة تتحرك ، وكذلك...
دائرة النور
دائرة النور
لايكون الرجل مُزكا طاهر النفس ظاهراً وباطناً إلا مع ترك الشر فإنه يدنس النفس .
فالبر والتقوى يبسط النفس ، ويشرح الصدر ، بحيث يجد الإنسان في نفسه اتساعاً وبسطاً عما كان عليه قبل ذلك ، فإنه لما اتسع بالبر والتقوى والإحسان ، بسطه الله وشرح صدره .
فالنفس التقية النقية التي قد زكاها صاحبها ، تخرج وقت الموت من البدن تسيل كالقطرة ، وكالشعرة من العجين .
قال ابن عباس : ان للحسنة لنوراً في القلب ، وضياءً في الوجه وقوة في البدن ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وان...