
تزكية النفوس
تزكية النفوس
· قال أحد العارفين : كان العلماء قبلنا قد أستغنوا بعلمهم ، عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلي دنياهم ، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم من أجل علمهم، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم ، رغبة في دنياهم . وأصبح أهل الدنيا يزهدون في علم العلماء ، لما رأوا سوء موضعه عندهم .
· جاء في الأثر الإلهي : يقول الله عز وجل : ( ابن آدم خلقتك لنفسي فلا تلعب وتكفلتُ برزقك فلا تتعب ، ابن آدم أطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيئ ، وإن فُتك فاتك كل شيئ ، وأنا أحب إليك...

التشفي في الخصومة
التشفي في الخصومة
يقول السيد قطب : اختار الله تعالى الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لتتمثل فيه العقيدة بكل خصائصها ، ليكون هو بذاته وبحياته الترجمة الكاملة ، لطبيعة هذه الرسالة ، وهذا المنهج .
إنه ليس له في نفسه شيئ خاص ، فهو لهذه الدعوة كله . فعلام يختبئ جانب من حياته أو يُخبأ . فلو تأملنا سورة التحريم وهي تعرض في صدرها صفحة من حياته البيتية ، وصورة من الإنفعالات والإستجابات الإنسانية ، بين بعض نسائه وبعض وبينهن وبينه .
ثم يجعل الله تعالى حياته الخاصة كتاباً مفتوحاً ،...

الحياة الطيبة ـ (2ـ2)
الحياة الطيبة ـ (2ـ2)
قال ابن القيم في بعض كتبه : ـ
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همَّهُ إلا الله تبارك وتعالى ، تحمل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كلَّ ما أهمَّه ، وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته .
وإن أصبح وأمسى والدنيا همَّهُ حمَّله اللهُ همومها ، وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ، ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم ، وأشغالهم .
فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره ، كالكير ينفخ بطنه ، ويعصر أضلاعه في نفع غيره ، فكل من...

طريق الإستقامة
طريق الإستقامة
· جاء صحابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يا رسول الله ، إن ابني أسره العدو وجزعت أمه ، فما ذا تأمرني ؟ قال : ( آمرك وإياها : أن تستكثروا من قول : لاحول ولا قوة إلا بالله ) فقالت المرأة : نعم ما آمرك به رسول الله ، فجعلا يكثران منها .
وكان قد شدوه بالقيد ، فسقط القيد عنه ، فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها ، فإذا به يرى سرح (من الغنم) للقوم الذين شدوه ، فصاح بها ، وفاجأ أبويه ، يناد بالباب فآتى رسول الله ، فأخبره بذلك ، فنزلت : ( ومن يتق الله يجعل له...

تكدر الأوقات
تكدر الأوقات من فساد القلب عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله ، وأحبني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس . حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة قيل في شرح هذا الحديث : ـ وقد اشتمل هذا الحديث على وصيتين عظيمتين : إحداهما الزهد في الدنيا وأنه مقتضي لمحبة الله تعالى لعبده . والثاني الزهد فيما أيدي الناس فإنه مقتضي لمحبة الناس . فأما الزهد في الدنيا ، فقد كثر...

السيد في قومه
السيد في قومه
( وإذ أسر النبيُ الى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ) التحريم / 3 .
لم يتوسع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سرد كل التفاصيل . قال سفيان : ما زال التغافل من فعل الكرام ، وقال الحسن : ما استقصى كريمُ قط .
وهذا يفيد مزيد اهتمام بمرضات أزواجه ، وهذا من مزيد كرم اخلاقه وشمائله العظيمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مع الأهل والأقرباء أعظم شأناً .
وقال الشاعر : ليس الغبيُ بسيدٍ في قومهِ ــــــــ ولكن سيدَ قومَه المتغابي . عندما سألته : (من...

عقوبات عآمة
عقوبات عآمة
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس * ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) .
الفساد نحو الجدب والقحط ، وقلة الريع في الزراعات وفساد الثمار وتغير طعومها وكثرة التلف داخل الثمرة ، والربح في التجارات ، ووقوع الموت في الناس والدواب ، وكثرة الحرق والغرق ، ومحو البركات من كل شيء .
وقلة المنافع في الجملة ، وكثرة المضار ، كل هذه المظاهر سببها يرجع إلى المعاصي والذنوب كقوله تعالى : (ما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم) ويجوز أن يريد أن ظهور الشر والأمراض والمعاصي...

الظلم يصدر عن الجهلاء
الظلم يصدر عن الجهلاء
( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )
هذه الآية تتضمن كمال علمه سبحانه و تعالى بسرائرعبادة وظواهرهم ، وأنه لايخرج شيء من ذلك عن علمه ، كما لم يخرج شيء ممن في السماوات والأرض عن ملكه ، فعلمه عآم وملكه عآم .
فتضمنت الآية إثبات التوحيد ، وإثبات علم الله تعالى بالجزئيات والكليات ، وإثبات الشرائع والنبوات ، واثبات المعاد ، والثواب والعقاب ، واثبات كمال قدرته ، وإثبات كمال صفاته تعالى .
وتتضمن تنزيهه عن كل ما يضاد كماله...

ولكن ينظر إلى قلوبكم
ولكن ينظر إلى قلوبكم
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين ) التين .
افادت الآية : ان الله كون الإنسان تكويناً ذاتياً تناسباً لمهمته في الأرض ، وليس التقويم صورة الإنسان الظاهرة هو المعتبر عند الله . لأن الصورة ليس لها أثر في إصلاح النفس وإصلاح الغير وإصلاح الأرض .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لاينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) رواه مسلم .
فخلق جسد الإنسان في أحسن تقويم ، ليس له إرتباط بمقصد السورة ، ويظهر هذا واضحاً في قوله...

رحلة أن لا عودة
رحلة أن لا عودة
( الهاكم التكاثرحتى زرتم المقابر ) يخبر سبحانه وتعلى :
§ ان التكاثر شغل أهل الدنيا ، والهاهم عن الله تعالى والدار الآخرة حتى حضرهم الموت ، فزاروا المقابر ، ولم يفيقوا من رقدة لهوهم .
§ وجعل الغاية من زيارة المقابر دون كلمة الموت ، إيذاناً بأنهم غير مستوطنين ولا مستقرين في القبور ، وأنهم فيها بمنزلة الزائر ، يحضرونها مدة ثم يرحلون عنها إلى وجهة أخرى .
§ كما كانوا في الدنيا...