
التحول الكبير
يقول أحد السلف : طال عجبي من المتعاظمين الذين يتعالون على الناس . وخصوصاً عرب الجاهلية الذين من كلمة ينفرون ، ومن كلمة يتقاتلون ، حتى أن قوم منهم ، أدركوا الإسلام فقالوا : الإسلام عظيم ، ولكن كيف نركع ونسجد فتعلونا أستانا . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لاخير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود .
ومع هذه الأنفة والأعتزاز بالنفس ، تراهم يذلون انفسهم لأمور تدل على نقص العقل وذل الطبع ، مثل عبادة الأحجار والأخشاب والطين . وكان منهم قوم يعبدون الخيل والبقر ، فأمية ابن ابي الصلت ،...

فأين الله !
خرج ابن عمر وأصحابه في سفر لهم ، فمر بهم راعي غنم ، فدعوه إلى أن يأكل معهم ، قال : إني صائم ، فقال ابن عمر : في هذا اليوم الشديد حره ، وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الأغنام وأنت صائم ! ؟ فقال الراعي : أبادر أيامي في هذه الخالية . فعجب من مقالته ، فقال له : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ، ونعطيك ثمنها ؟ قال إنها ليست لي إنها لمولاي . قال : ما عسيت أن يقول لك م ولاك إن قلت : أكلها الذئب . فمضى الراعي وهو رافع أصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله ، فأين...

الأيام
مع الأيام
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا . وإنا على فراقك يا أبا حافظ لمحزونون ، هكذا نرى الأحبة والأصدقاء يتساقطون من حولنا تباعاً .
لقد عز علينا فراقك أيها الحبيب الغالي فما من مكان وطئته بقدميك الا وافتقدناك فيه وكان له الأثر في قلوب محبيك
ولو ذهبنا إلى مسقط رأسك ، لنرثيك هناك ، حيث المعالم الطبيعية والأطلال التي عشت فيها وحولها وكأني بها تشهد تنقلاتك بين أحضانها .
وكأني بها وهي تعزيني في فراقك فبماذا تظنني أيها الحبيبً أواسيها في...

لاتغضب
ذكر لي : أن في ضاحيته شخص في التسعينات بدين جدا : نصحوه في تخفيف وزنه لتجنب أمراض : السكر ، والضغط ، والكلسترول ، والقولون العصبي ، والسكته الدماغية ، والملاحظ : أن الذين نصحوه ماتوا جميعهم بنفس الأمراض . أما هو : فلا يشكوا من أي مرض ، يمارس حياته بصورة طبيعية . قلتُ له : صف لي أحواله وطبائعه ؟ قال لي : لم يكن مشاحنا ولا غضابا ولا مشاجرا ولا مجادلا متسامحا ، لايكره ولايحقد . حينئذٍ تذكرت وصيية الرسول للأعرابي بعدم الغضب ثلاث مرات . وعلمت أن الغضب وراء كل مصيبة ونكبة . لك الله يا أمة...

خلق المداراة والحلم
قالوا من قلة الفطنة والفهم عن الناس أن تبادر عدواً أو حسوداً أو من لك عليه حق بالمخاصمة . و إنما من الحصافة ، إذا علمت أنه لدود مُخاصم أن تظهر له السلامة . فإذا رأيت منه إعتذاراً ، فأقبله وإذا بادرك بالخصومة ، بادره بالصفح ، ثم أبطن الحذر منه ، فلا تثق به . وإذا أردت أن تؤذيه ، فأول سلاح تتخذه أن تقوم بإصلاح نفسك في قولك وفعلك ، وأعلم أن أعظم العقوبة له هي أن تعفو عنه لله تعالى . وإن بالغ في الشتم ، فبالغ أنت في الصفح . فخصومتك له تعلمه أنك تكنَّ له العداوة ، فيأخذ الحذر منك ، ويبسط...

لا تقطع رجاء من رجاك
رحل الإمام أحمد إلى ما وراء النهر ، للبحث عن أحاديث ثلاثة ، قيل له : إن هناك من يرويها و يحفضها . فوجد شيخاً ، يطعم كلباً ، فسلم على الشيخ ، فرد عليه السلام . ثم تشاغل الشيخ باطعام الكلب ، ولم يقبل عليه . فلما فرغ الشيخ من إطعام الكلب ، التفت إلى الإمام وقال له : كأنك وجت في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك ؟ قال : نعم . قال : حدثني ابو زناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قطع رجاء من ارتجاه ، قطع الله رجاءه منه يوم القيامة ، فلم يلج الجنة )...
تهانينا!
إذا كنت تقرأ هذه السطور ، فهذا يعني أن عملية التسجيل كانت ناجحة وأنه يمكنك البدء في التدوين