
الإستدراج يطال الكبار
اعلم ان بقاء النعمة لديك واستمرارها ، مرهون بشكرها وهذا هو القيد ، الذي ورد
ذكره في السنه النبوية .
ثم أعلم أن هناك سنة أخرى يعامل الله تعالى بها بعض عباده ، ونحن نراها سائدة
على طول الأرض وعرضها ، تلك هي سنة الأستدراج ، وهذا الواقع تراه عياناً
من استمرار إساءتك إليه . قال الله تعالى ( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لايعلمون ، وأملي لهم إن كيدي متين )
وحصيلة هذا الكلام : أن المؤمن شأنه أن يكون في كل الأحوال على حذر من النعم التي تتوالى عليه من...

لما تولى عمرو بن العاص الحكم في مصر
لما تولى عمرو بن العاص الحكم في مصر ، جاءه وفد من المصريين ، وقالوا : لقد جرت العاده هنا في مصر انه إذا نقصت مياه النيل ، نعمد الى اختيار أجمل البنات ، ونضع عليها حلة العروس ثم نلقيها في النيل ، فما يلبث ان يفيض ثم يعم الرخاء ارجاء مصر .
فقال عمرو :هذا أمر يتعلق بالدين والعقيدة ، ولابد أن أعود الى عمر، خليفة المسلمين
فجاء الرد من عمر في ورقة صغيرة مكتوب فيها : من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر ، ان كنت تجري بأمرك ، فلا حاجة لنا إليك ، وإن كنت تجري بأمرالله فإن الذي...

عند الحلاق
عند الحلاق
ثلاث فئآت أهابهم وأتعمد أن أكون حذرا في تعاملي معهم واتحفظ على أن أدخل معهم في سجال وهم : ـ
1. فئة الأطباء .
2. وفئة الطيارين .
3. والحلاقين .
أما فئة الأطباء فقد تبين لي أن تخصصهم قد أثر في صفاتهم السلوكية ، فهم يحبون فيك أن تكون مستمعا لاتكثر النقاش وأن تتسمر أمامهم ولا يشغلك أي شيء عن النظًر في عيونهم ، وإذا استطعت الا ترمش أويهتز بدنك بذلك تنال رضاهم ولربما يطول بقاءك في العيادة وتنال أعلى درجات العناية .
يمكنني الأستدلال على هذه...

التحول الكبير
يقول أحد السلف : طال عجبي من المتعاظمين الذين يتعالون على الناس . وخصوصاً عرب الجاهلية الذين من كلمة ينفرون ، ومن كلمة يتقاتلون ، حتى أن قوم منهم ، أدركوا الإسلام فقالوا : الإسلام عظيم ، ولكن كيف نركع ونسجد فتعلونا أستانا . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لاخير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود .
ومع هذه الأنفة والأعتزاز بالنفس ، تراهم يذلون انفسهم لأمور تدل على نقص العقل وذل الطبع ، مثل عبادة الأحجار والأخشاب والطين . وكان منهم قوم يعبدون الخيل والبقر ، فأمية ابن ابي الصلت ،...

فأين الله !
خرج ابن عمر وأصحابه في سفر لهم ، فمر بهم راعي غنم ، فدعوه إلى أن يأكل معهم ، قال : إني صائم ، فقال ابن عمر : في هذا اليوم الشديد حره ، وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الأغنام وأنت صائم ! ؟ فقال الراعي : أبادر أيامي في هذه الخالية . فعجب من مقالته ، فقال له : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ، ونعطيك ثمنها ؟ قال إنها ليست لي إنها لمولاي . قال : ما عسيت أن يقول لك م ولاك إن قلت : أكلها الذئب . فمضى الراعي وهو رافع أصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله ، فأين...

الأيام
مع الأيام
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا . وإنا على فراقك يا أبا حافظ لمحزونون ، هكذا نرى الأحبة والأصدقاء يتساقطون من حولنا تباعاً .
لقد عز علينا فراقك أيها الحبيب الغالي فما من مكان وطئته بقدميك الا وافتقدناك فيه وكان له الأثر في قلوب محبيك
ولو ذهبنا إلى مسقط رأسك ، لنرثيك هناك ، حيث المعالم الطبيعية والأطلال التي عشت فيها وحولها وكأني بها تشهد تنقلاتك بين أحضانها .
وكأني بها وهي تعزيني في فراقك فبماذا تظنني أيها الحبيبً أواسيها في...

لاتغضب
ذكر لي : أن في ضاحيته شخص في التسعينات بدين جدا : نصحوه في تخفيف وزنه لتجنب أمراض : السكر ، والضغط ، والكلسترول ، والقولون العصبي ، والسكته الدماغية ، والملاحظ : أن الذين نصحوه ماتوا جميعهم بنفس الأمراض . أما هو : فلا يشكوا من أي مرض ، يمارس حياته بصورة طبيعية . قلتُ له : صف لي أحواله وطبائعه ؟ قال لي : لم يكن مشاحنا ولا غضابا ولا مشاجرا ولا مجادلا متسامحا ، لايكره ولايحقد . حينئذٍ تذكرت وصيية الرسول للأعرابي بعدم الغضب ثلاث مرات . وعلمت أن الغضب وراء كل مصيبة ونكبة . لك الله يا أمة...

خلق المداراة والحلم
قالوا من قلة الفطنة والفهم عن الناس أن تبادر عدواً أو حسوداً أو من لك عليه حق بالمخاصمة . و إنما من الحصافة ، إذا علمت أنه لدود مُخاصم أن تظهر له السلامة . فإذا رأيت منه إعتذاراً ، فأقبله وإذا بادرك بالخصومة ، بادره بالصفح ، ثم أبطن الحذر منه ، فلا تثق به . وإذا أردت أن تؤذيه ، فأول سلاح تتخذه أن تقوم بإصلاح نفسك في قولك وفعلك ، وأعلم أن أعظم العقوبة له هي أن تعفو عنه لله تعالى . وإن بالغ في الشتم ، فبالغ أنت في الصفح . فخصومتك له تعلمه أنك تكنَّ له العداوة ، فيأخذ الحذر منك ، ويبسط...

لا تقطع رجاء من رجاك
رحل الإمام أحمد إلى ما وراء النهر ، للبحث عن أحاديث ثلاثة ، قيل له : إن هناك من يرويها و يحفضها . فوجد شيخاً ، يطعم كلباً ، فسلم على الشيخ ، فرد عليه السلام . ثم تشاغل الشيخ باطعام الكلب ، ولم يقبل عليه . فلما فرغ الشيخ من إطعام الكلب ، التفت إلى الإمام وقال له : كأنك وجت في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك ؟ قال : نعم . قال : حدثني ابو زناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قطع رجاء من ارتجاه ، قطع الله رجاءه منه يوم القيامة ، فلم يلج الجنة )...
تهانينا!
إذا كنت تقرأ هذه السطور ، فهذا يعني أن عملية التسجيل كانت ناجحة وأنه يمكنك البدء في التدوين