
البضاعة الغالية
الأسبوعية
البضاعة الغالية
: قال أحدهم : لقد انتهيت بعد معايشتي للقرآن ، إلى يقين جاسم حاسم : أنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ، ولا رفعة ، ولا بركة ، ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون ، وفطرة الحياة : إلا بالرجوع إلى الله . وهو العودة بالحياة كلها ، إلى منهج الله : الذي رسمه للبشرية في الرسالات السابقة ، وختمه بالقرآن الكريم ، هذه الرسالة العآمة ، الخاتمة التي حوت كل الفضائل التي نزلت في الكتب السابقة إلى يوم القيامة . إن هذا...

إيمان العجائز
إيمان العجائز :
يرحم الله تلك المرأة العجوز ، التي نظرت من شرفة منزلها في بغداد ، إلى الناس ، وقد ازدحموا في الأزقة والساحات ، لاستقبال : الإمام فخر الدين الرازي . فالتفتت تسأل من حولها : ما الخبر؟ قالوا : إنه الإمام الرازي الذي حشد في مؤلفاته مئات الأدلة العلمية على وجود الله ، ووحدانيته !! . فاستخفت بكلامهم قائلة : لو لم يكن قد اُبتلي ، بمئات الشكوك ، لما احتاج إلى ما يطردها من مئات البراهين . وبلغ الإمام الرازي ، هذا الذي قالته تلك العجوز ، فرفع يديه يدعو الله قائلاً : (...

إصلاح السقطات
إصلاح السقطات
: قال ابن القيم رحمه الله: في هذا التحليل الرائع لإصلاح سقطات النفس : ( إنما يستقيم رجوعك إلى الله يوم القيامة بثلاثة أشياء : * الخروج من التبعات ، والتوجع للعثرات ، واستدراك الفائتات . والخروج من التبعات هو بالتوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الله تعالى . وأداء الحقوق التي عليه للخلق . واستدراك الفائتات ، وهو استدراك ما فاته من طاعة وقربة ، بأمثالها أوبخير منها .
المطالب العالية

الرجل الجسور
الأسبوعية
الرجل الجسور
: يقول الغزالي رحمه الله : أنا الآن في سن الخمسين ، اقتحم لجة هذا البحر العميق ، وأخوض في أعماقه ، خوض الجسور ، الذي لا يهاب الموت ، ولا تصده المهالك . وأتوغل في كل مظلمة ، والتهجم على كل مشكلة ، واقتحم كل ورطة ، وأتفحص عقيدة كل فرقة . واستكشف أسرار مذهب كل طائفة لأميز بين محق ومبطل ، لا أغادر باطنياً إلا وأحب أن أطلع على باطنيته . ولا ظاهرياً : إلا وأريد أن أعلم حاصل ظهارته ، ولاصوفياً : إلا وأحرص على العثور سر صفته . ولا زنديقاً...

وثنية في مكة ( ١ - ٢ )
وثنية في مكة ( ١ - ٢ )
يسأل صديقه المسلم ؟ ما السر عندكم في ثياب الإحرام البيضاء ، وضرورة لبسها على اللحم وتحريم المخيط ؟ وما معنى رجم إبليس والطواف حول الكعبة ؟ ألا ترى معي أنها بقايا الوثنية التي كانت تعبد قديما ؟ قال له صديقه المسلم : أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حبـَّاً عذرياً أفلاطونياً ، وإنما تريد أن تعبر عن حبك له بالفعل : بالقُبلة والعِناق واللقاء هل أنت والحال هكذا وثنياً ؟ وبالمثل : ولله المثل الأعلى من يسعى إلى الله بعقله وقلبه : يقول له الله : إن هذا لا يكفي لابد...

التسليم المطلق
التسليم المطلق
: ( فلنولينك قبلة ترضاها ) التسليم والطاعة المطلقة : عن ابن عباس قال : بينما نحن في الصلاة ، نحو بيت المقدس ، ونحن في الركوع ، إذ نادى منادٍ بالباب : أن القبلة قد تحولت إلى الكعبة .
وروى مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : " بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا ، وَكَانَتْ...

حب الظهور
حب الظهور
: الرغبة في الرئاسة والإمارة ً، وعدم تقدير المسئولية . هو الخطر الذي حذر منه الرسول : ( إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة . نعم المرضعة : أي : أولها ، لأن معها المال والجاه واللذات . بئست الفاطمة : أي آخرها التبعات المرة يوم القيامة .
المطالب العالية .

أصناف العاملين
أصناف العاملين
: يقول أهل العلم : أهل الصلاة أصناف : - منهم : صنف أقبلوا على الله تعالى ، فاشتغلوا بالصلاة عنه . وصنف : أقبلوا على الله تعالى فاشتغلوا به عن الصلاة ، وهذا أعلى من سابقه . وصنف ثالث : أهل مجاهدة ، وفي المجاهدة تكفير للسيئات ، ومحو الخطيآت . وما سوى ذلك : تضييع وتفريط ، وهم في حكم المشيئة عند الله ، موقوفون : بين عذاب ورحمة .
المطالب العالية ابو نادر

( ٢ -٢) منطق البيئة في الجزيرة العربية
( ٢ -٢) منطق البيئة في الجزيرة العربية
، قبل الإسلام : هو منطق الغلبة لصاحب القوة ، لا لصاحب الحق . منطق البيئة وهو منطق العالم كله يومئذ ، يجعل السادة سادة والعبيد في منزلة تقرب من الحيوان . أما منطق الإسلام هو الذي جعل فرداً من عآمة المسلمين ، يقول لأشد الخلفاء مهابة في تاريخ الإسلام - عمر ابن الخطاب - والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد السيف . فلا يغضب عمر لنفسه لهذه الجرأة : بل حمد الله تعالى . وجاء الإسلام : يزوج بنت عم رسول الله - القرشية - من زيد أحد الموالي ، وجعل هذا...

أين البركة ؟
أين البركة ؟
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) أبواب التمكين مفتوحة كلها ، للكافر المعاند ، ولكن باب البركة لا يفتح عليهم : ومن أراد مثالاً فلينظر إلى الغرب اليوم ، بكل ما فيه من تقدم علمي وتكنولوجي وحربي ، ولينظر إلى ما يعانيه الناس لديهم : من القلق والخوف والجنون ، والإنتحار والأمراض النفسية والعصبية ، والخمور والمخدرات...