
الرضا بالقضاء
الرضا بالقضاء :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( وأسألك الرضا بعد القضاء ) .
لماذا سأله الرضا بعد القضاء ؟! :
هنا لطيفة قالها : ابن رجب : لأن العبد قد يعزم على الرضا بالقضاء قبل وقوعه "نظرياً"
فإذا وقع : انفسخت تلك العزيمة ، فمن رضي بعد وقوع القضاء ، فهو الراضي حقيقة .
وهذه درجة لا يدركها إلا الخواص ، الذين علم الله كمال إخلاصهم ، ويقينهم ، وصدق دعائهم فمنحهم بمنته ، هذه الدرجة العظيمة .
المطالب العالية

عداوة مستحكمة
عداوة مستحكمة
قال الله تبارك وتعالى :
( تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) .
بعضهم يظن أن موالات الكفار من الدهاء والحزم والفطنة ، رجاء نفعهم إن حلت بهم الخطوب .
فرد الله عليهم بأن العداوة مستحكمة ،فلا ينفع التقرب إليهم بالمودة وتقديم التنازلات .
فالعداوة متجذرة منذ زمن بعيد : يورثونها أجيالهم : جيل بعد جيل :
الإيمان ينبغي أن يُقدم على الصلات...

رفع القضاء
رفع القضاء :
عندما استسلم إبراهيم - عليه السلام - للقضاء بقتل ابنه وتله للجبين : هنا جاء القضاء برفع القضاء .
ساعة الفرج :
في حالة حدوث لك أي مصيبة ، فعليك بالاستسلام
للقضاء ؛ فإن لم تفعل ذلك : فإنك بذلك تطيل أمد المصيبة ، ويتأخر عليك الفرج .
فيلاحظ أن الذي استفاد من الفرج : كلا الطرفين الأب والابن ، والفرج جاء لأن الأب أحسن ، ولم يتردد والابن : أمتثل لأمر الله ثم لطلب أبيه ولم يتردد .
المطالب العالية
خمرة النفوس
خمرة النفوس :
أنظر : ماذا يقول حجة الإسلام الغزالي في المعازف : هي خمرة النفوس .
تفعل بالنفس أعظم مما تعمله فيها الكؤوس .
فإذا سكروا بالأصوات وأنغام آلات الطرب : مالت نفوسهم إلى الفواحش .
شاهدت في جمهور أم كلثوم في إحدى الأمسيات يتمايلون : كأنهم سكارى وما هم بسكارى .
حتى أن الكاميرا لقطت : أحدهم وضع السيجارة في فمه ووقف رافعاً يديه وهو يصرخ بانفعال : أيوه يا ست ، وهي تتمايل بأغنية الحب كله .
فسقظت السجارة من فمه على رأس امرأة في الكرسي الأمامي واشعلت الإشارب على رأسها :...

خارطة الطريق
خارطة الطريق :
أيها المكرم : اُنظر لنفسك الآن ودقق الحساب على نفسك ، قبل أن يدقق عليك وراقب أحوالك ولا تسكن ولا تتحرك :
ما لم تتأمل أولاً :
لما تتحرك ؟ ، وماذا تقصد ؟
وما الذي تنال به من الدنيا ؟ وما الذي يفوتك من الآخرة ؟
فإذا علمت أنه لا باعث إلا الدين فامض سبيلك وتوكل على الله : وإلا فامسك.
المطالب العالية

تزكية النفوس
تزكية النفوس :
(لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
كانت الأمة العربية قبل الإسلام من أعرق الأمم ، في الشقاق والتفرق والعداء ، ثم ظهر الإسلام : فألف الله بهذا الكتاب قلوب هذه الأمة .
فانظر إلى حالهم اليوم ، بعد أن عادوا إلى جاهليتهم القديمة وأعرضوا عن تفهم الشريعة وتطبيق أحكامها في حياتهم ، ماذا حل بهم .
ساد بينهم ظاهرة التفرق والكراهية ، والحقد والحسد فتراهم في اللقاءات...

صفات الأخيار
كلمة هذا الأسبوع
صفات الأخيار :
اعلم إننا قادرون أن نتوصل إلى خلق كظم الغيظ ، الذي دعانا الله سبحانه وتعلى إلى التحلي به .
وذلك عندما تتكون لدينا قناعة عقلية بأن الحلم ليس ذلاً ، وإنما هو على العكس من ذلك :
إنه إكرام للنفس وزينة ورفعة لها ، وصاحب هذا الخلق دائماً ذو شأن ومتألق بين الناس .
وعندما يتأكد للإنسان ذلك : يصبح قادراً على كظم الغيظ ، وذلك بصبر النفس وحبس الجوارح .
والصبر وحبس الجوارح ، يأتي ذلك عندما يصل الإنسان إلى قناعة عقلية أن الحلم من صفات الأخيار الكمّل والسفه...

فائدة جليلة
فائدة جليلة
تأمل : صبر الله على المعاندين المفسدين تعلم أن نظرة الله للأمور وتقديره يخالف نظرة الإنسان وتقديره .
فأنت ترى ما ينزله الظلمة من محن وفتن ضد المسلمين ، قديماً وحديثاً .
ثم تسأل نفسك وتدور الخواطر في عقلك :
كيف لا ينزل الله انتقامه فوراً لنصرة أولياءه المضطهدين .
قيل : أن الدنيا وشقاءها ومتاعها يعقبها الحساب العسير ، وكلاهما المسلم المعذب والكافر المنعم : سوف تتغير المعايير في الآخرة .
المطالب العالية

النفس المتسامحة:(٢ - ٢)
مقال الأسبوع :
النفس المتسامحة : ( ٢ - ٢ )
تكملة :
نحن في حاجة إلى المداراة في حياتنا ، وإذا لم ندار في حياتنا فسوف ندفع الثمن من راحتنا وصحتنا وسلامتنا .
لابد أن تداري صديقك لتدوم الصحبة ، وإلا هجرك ، وأن تداري أباك وإلا سخط عليك ، وأن تداري أمك وإلا جفتك ، وأن تداري زوجتك وإلا صدت عنك .
حتى طفلك الصغير لابد أن تداريه ، وإلا تبرم منك وأعرض عنك .
بل إن الحيوان من جمل وثور وفرس : لابد أن تستخدم معه المداراة والرفق ، وإلا جمح ونفر .
ما أحسن خلق المداراة : إنها فن التعائش ، والأسلوب الحضاري...

النفس المتسامحة
كلمة هذا الأسبوع : (١ - ٢)
النفس المتسامحة :
يقول أحد العارفين عن مضامين قيم الدين : إذا سمعت كلمة نابية من أخيك ، أو قرأت له مقالة قادحة فيك ، أو شتمك وآذاك ولم يواسيك في وقت حزنك.
فلا تستعجل في الرد ، بل التمس له عذراً .
وإذا قلت : لماذا كل هذا التسامح ، والتقصير ؟ ! قيل : هذا من فن
التعامل ،
لأن بموقفك هذا : سوف تُنهي المشكلة من أصلها ، وإن لم تفعل فسوف تبقى حزيناً مُكدراً ، مهموماً بائساً :
تحاسب هذا ، وتقاضي هذا ، وتحقد على هذا ، وترد على هذا وتنتقم من ذاك .
حينها تتحول حياتك إلى...