
حرر نفسك من الحسد والغل
حرر نفسك من الحسد والغل
لعلك فكرت يوما : في أن تعتزل هذا المجتمع ، الذي بات أهله يحسدون كل صاحب نعمة ، ويضيقون بكل إنسان آتاه الله من فضله ، وباتت علاقة الناس فيه : قائمة على المصلحة وحدها ، فلا أثر للمودة والصداقة .
إن النفس البشرية ، تحتاج إلى تزكية طويلة مستمرة ، لتتحرر من كل ما فيها من حسد وغل ، وهما ينغصان صفو الحياة ويفسدان كثيراً من الصداقات ويثيران النزاع بين كثير من القرابات .
قال قتادة : قال علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله...

قصة من جبال السروات
قصة من جبال السروات
كنت من ضمن مجلس نستمع إلى رجل مسن تجاوزعمره المائة حسب تقديرات معارفه ، ينتمي إلى قرية تسمى (رسباء) وهي قرية تقع ضمن محافظة المندق حسب علمي في منحدر سحيق تحتضنها الجبال من جهاتها الأربع .
عندما تشاهد شخصية هذا الرجل البسيط ، تأخذك مهابة وتعظيم ، من يراه عن قرب يرى أنه آية من آيات الله ، رغم تقدمه في السن كان صافيا الذهن ، عندما تستمع إلى كلامه تدرك قوة إيمانه وقوة فهمه عن الله تبارك تعالى ، وحقيقة توكله ويقينه بالله جل وعلا .
عزيزي القارىء : إعلم أن الحياة...

مشاهدات وتأملات
مشاهدات وتأملات
عندما خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى بني النضير ، ليعينوه على دية القتيلين اللذين قتلهما عمر بن أمية ، رأوا أنها فرصة سانحة لقتله والخلاص منه فتآمروا على رميه بالرحى من سطح المنزل.
هنا نتأمل رقابة الله سبحانه وتعالى وإحاطته التامة بما يحدث في الكون ، فقد اطلع الله على تدبيرهم الخفي ، فنزل الوحي مباشرة و أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بنواياهم ، لربما نتساءل أين موقع جبريل من السماوات حينما اوحى الله إليه الخبر .
لربما كان القوم يباشرون في حمل الحجر...

آخر الأسبوع2
اخر الاسبوع - ٢ كلام في الزهد : - المقصود من الزهد كما يقول أهل العلم : ما يلهي عن أوامرالله تعالى والدار الاخرة : ولايكون العبد مترفا بطرا لايهمه أمر الاخرة ولايفكر في العواقب . وليس المقصود : ان تعرض عن الدنيا بالكلية بحيث تنعزل عن ممارساتك الحياتيه وتعيش في الكهوف والغابات كما كان شأن النصارى في القرون الوسطى . فالزهد الشرعي في حس المسلم : - ان تعيش حياتك الدنيوية ولا تغرق في ملذاتها وشهواتها وتركض وراءها ركض الوحوش في البراري . وتنسى ان بقاءك هنا مؤقت وبعده بقليل...

جندية لاتحركها البطون
جندية لاتحركها البطون
كان عدد الصحابة في غزوة تبوك ، حوالي ثلاثين الف مقاتل . ما الذي جعل هذا الحشد الهائل يمتثل لأمر الرسول ، وينقادوا طواعية ، مع شدة الظروف المناخية وقلة ذات اليد ؟ من العجيب للمتأمل أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أطلق صيحته وانطلق . لم يترك وراءه من يسوق الناس قسرا بالسياط ، كما هو معهود في أنظمة الجيوش قديما وحديثاً .
يقول الجنرال الإنجليزي الشهيرمنتجمري : ( إن الجيوش تتحرك إلى المعارك وميادين القتال على بطونها ) أو كلمة مماثلة .
كلمة صادقة تمثّل واقع...

الأطوار القادمة
الأطوار القادمة
تأمل في بيان الله تعالى ، إذا يخاطبك ، معرَّفاً للدنيا التي تتشبث بها ، تحب فيها وتعادي فيها، كيف يحذرك من التعلق والاغترار بها ، ويهوّن من شأنها ، ويصورلك تفاهتها بأساليب شتى .
( إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ...) . وفي مكان آخر: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) . لقد حكم وقضى رب العزة والجلال : ألا يصفوا خيرها من شر ، ولا تخلوا عافيتها من سقم ولا يسلم أمنها من قلق واضطراب .
ثم انظر إلى حياة الإنسان ، كيف يكون...

فوائد عآمة
فوائد عآمة
· عندما يضيِّق الله على الإنسان ، ينبغي أن يُفهم أن الله يريد بهذا التضييق خيراً بهذا العبد ليعود إلى الإستقامة والعيش في ظلال المنهج ، لتصلح أحواله .
· الزلزال : له تفسير علمي : هو عبارة عن اهتزاز بالقشرة الأرضية ، ولكن من حرك هذه القشرة ؟ : هذا هو العذاب الذي وصفه الله ( من تحت أرجلكم ) فينبغي أن يُفهم أن ما يجري من زلازل وأعاصير ، وفيضانات أنها رسائل من الله تعالى ، لوجود خلل في الأرض : تأمل ذلك جيداً .
· ( ما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا...

الجوانب الخفية
الجوانب الخفية
الغالب في أحوال الناس انك لا تطلع على خفايا شؤونهم الخاصة ، ففي هذه الأحوال الخاصة ، ما الذي يدريك انهم غير مواظبين على قربات خفية ؟ ، فعدم علمك بها لا يستلزم عدم وجودها ، فتحكم عليهم على ما تشاهد من ظواهرهم .
فإن كنت لا تعلم شيئاً عن خفايا أكثر الناس . فلعلهم أفضل الناس عند الله تعالى التزاما وسلوكاً ، واعلم أن أكثر ما يحدد قيمة الإنسان عند ربه أوضاعه الخفية التي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل . إذ هي تكون صافية عن سلوك التصنع للآخرين والكذب عليهم .
فلماذا تجعل...

مظهر الاستدراج
مظهر الاستدراج
ينبغي للمسلم الجاد : أن يتخذ لنفسه مقياساً ، يميز له بين النعم التي تفد إليه من باب الإكرام الإلهي ، وبين النعم التي تفد إليه من باب الابتلأء والاستدراج .
هذا المقياس يتمثل في عقيدتة وسلوكه ، فمن كان يتلقى النعم على أنها وافدة إليه من الله تعالى : لايخطرفي باله الأسباب ، ولا يقيم لها وزناً ولا يرى لها أهمية ، فمن كان هذا شأنه فهو يعلم أن النعم التي تأتيه من الله تعالى إنما هي تفضل منه تعالى وإحسان ورفع في درجاته .
أما الذي يتلقى النعم عند إقبالها إليه على أنها...

ثقيل في الدنيا والآخرة
ثقيل في الدنيا ثقيل في الآخرة
يقول بعض العارفين : إذا قرأت القرآن في قيام الليل ، إقرأه في تؤدة وتمهُل ، وتبين حروفه ، حتى تخرج من الفم واضحة مع إشباع الحركات التي تستحق الإشباع ، وفائدة هذا أن يترسخ حفظه ، وتُفهم معانيه ، كي لا يسبق لفظ اللسان عمل الفهم .
( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً . إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ، إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلاً ) .
قال مجاهد : أحب الناس في قراءة القرآن إلى الله أعقلهم عنه . وقال...