
جبّة الصوف هدية للملك
جبّة الصوف هدية للملك
كان في بني إسرائل عابد ، ولم يكن له من دنياه إلا جبّة صوف ، وقربة يستقي فيها الماء للناس .
فلما حضره الموت ، قال لأصحابه : إني لم أدع من الدنيا شيئاً ، إلا جبتي وهذه القربة ، ولا أطيق حملهما يوم القيمة ، فإذا مت ، فادفعوها إلى الملك ، ليحملها مع ما تحمّله من دنياه .
فلما مات هذا العابد ، أخبروا الملك بما قاله ، فقال الملك : هذا العابد عجز عن حمل جبّته وقربته ، وأنا تحملت من الدنيا ما تحملته ، فأخذ الجبة فلبسها ، وأخذ القربة ، وخرج من ملكه ، فجعل يستقي للناس الماء...

بعد الغنم قائد من قواد الفتوحات (2ـ2 )
بعد الغنم قائد من قواد الفتوحات (2ـ2 )
لم يكن عقبة بن عامر الجهني ، يخطر له على بال حين اتخذ هذا القرار الحاسم ، أنه سيغدو بعد عقد من الزمان ، عالماً من أكابر علماء الصحابة ، وقارئاً من شيوخ القراء ، وقائداً من قواد الفتح المرموقين ، ووالياً من ولاة الإسلام المعدودين بعد أن تخلى عن غنيماته .
وهاهو الآن أصبح من أحد القادة الذين فتحوا زمردة البلاد مصر ثم يصبح والياً عليها ، ويتخذ لنفسه فيها داراً في سفح جبل المقطم ، وبعدها اشترك في قيادة حملة بحرية ، لفتح جزيرة رودس في البحر...

عرب الصحراء في قلب أوروبا
عرب الصحراء في قلب أوروبا
كان المسلمون في صدر الإسلام حفنة من عرب الصحراء ، فلما أصغوا إلى خطاب ربهم ، وآمنوا به ، وتبينوا حقيقة الإيمان ، تسابقوا في مضمار القربات ، أنجز الله لهم الوعد الذي ألزم به ذاته العلية ، في مثل قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم ... ) .
فأزاح عن طريقهم : أعظم الإمبراطوريات العالمية : الروم والفرس واليونان ، وأقام من تلك الحفنة من عرب الصحراء كبار القادة والحكام لشعوب تلك البلاد ، وأورثهم...

الهوان بعد الكرامة
الهوان بعد الكرامة
عندما باشر الخطيئة آدم وزوجه ، وأهبطهما الله تعالى من ملكوت القدس إلى دار الفتن والشقاء . يروى أنه بكى على خطيئته مائة سنة ، حتى نبتت الأرض عشبا تحته ، من دموعه .
قال وهب بن منبه : أن آدم عليه السلام ، قد أطلعه الله تعالى وهو منكس الرأس في حزن عظيم . فأوحى الله إليه : يا آدم ، ماذا الجهد الذي أراك فيه اليوم ؟ ما هذه البلية التي قد أجحف بك بلاؤها ، وشقاؤها ؟ .
قال آدم : قد عظمت مصيبتي ، يا إلهي ، وأحاطت بي خطيئتي ، وخرجت من ملكوت ربي فأصبحت في دار الهوان بعد الكرامة ،...

علماء حكماء
علماء حكماء
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقيس بن عاصم : ... (كان من عقلاء العرب وامرائهم وممن حرم على نفسه الخمرة في الجاهلية) : يا قيس : إن مع العز ذلاً ، وإن مع الحياة موتاً ، وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شيء حسيباً ، وعلى كل شيء رقيباً ، وإن لكل حسنة ثواباً ولكل سيئة عقاباً ، وإن لكل أجل كتاباً .
إنك لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حيّ ، وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ألا وهو عملك .
قال علقمة الأزدي أن جده قال وفدتُ سابع سبعة من قومي على رسول...

المصالح الكبرى
المصالح الكبرى
· إذا تأملت الشريعة التي بعث الله تبارك وتعالى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها حق التأمل وجدت الحكمة والمصلحة ، والعدل والرحمة ، باديةً على صفحاتها ، منادياً عليها يدعو العقول والألباب إليها ، لأن الذي شرعها يعلم ، ما في خلافها من المفاسد والقبائح والظلم والسفه .
· وتأمل كيف وضع الأعضاء الأربعة ، التي هي آلة البطش ومجمع الحواس ، يتعلق أكثر الذنوب والخطايا بها . ولهذا خصها النبي بالذكر في الحديث المشهور :(إن الله كتب...

بعد الغنم قائداً من قواد الفتح ( 1ـ2 )
بعد الغنم قائداً من قواد الفتح ( 1ـ2 )
يقول عقبة بن عامر الجهني : كنت في الفلوات أرعى غنيمات لي ... فما أن تناهى إليّ خبر قدوم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة . حتى تركتها ، ومضيت لا ألوي على شيئ ، فلما لقيته قلت له : تبايعني يا رسول الله ؟ : قال فمن أنت ؟ قلت : أنا عقبة بن عامر الجهني . قال : أيما أحب إليك تبايعني بيعةً أعرابية ، أم بيعة هجرةٍ ؟ قلت بل بيعة هجرة ، فبايعني ، وأقمت معه ليلة ثم مضيت إلى غنمي .
وكنا اثني عشر رجلاً ، ممن أسلموا ، نقيم بعيداً عن المدينة ، لنرعى الغنم في...

منظومة أسلحة الدمار الشامل
منظومة أسلحة الدمار الشامل
· أسلحة الدمار الشامل الثلاث الرئيسة هي : السلاح الكميائي ، وسلاح البيولوجي النووية .
· والفكرة الأساسية في نظرية الردع النووي : تقوم على قاعدة إدراك الطرف الآخر تبعات استخدام هذا السلاح ، وذلك بإفهامه أنه سيتلقى نفس الضربة ، إذا هو أساء تقدير الموقف ، وأقدم على شن هجوم على أراضي الطرف الآخر ، أو قواته على جبهات القتال .
· في غياب هذا التوازن بين الدول الإقليمية ، كما هو قائم بين إسرائل...

لا تغضب إن استطعت
لا تغضب إن استطعت
الخُلُق هو : الطبع والسجية ، وحقيقته أنه : صورة الإنسان الباطنة فأوصاف نفسه التي يتصف فيها في الباطن ، بمنزلة صورته الظاهرة ، فمَا يتصف به ظاهراً له علاقة بباطنه .
فالثواب والعقاب ، يتعلقان : بأوصاف الصورة الباطنة ، أكثر مما يتعلقان ، بأوصاف الصفة الظاهرة .
ومن أركان الدين حسن الخلق مع الصحبة والرفقاء والناس أجمعين . سئل أحدهم عن حسن الخلق ؟ فقال : تراه إذا جئته متهللاً ، كأنك تعطيه الذي أنت سائله .
وقيل حسن الخلق : البذل والعطية والبشر . وقيل : لاتغضب ولا تحقد ....

عظماء الدنيا ملوك الآخرة
عظماء الدنيا ملوك الآخرة
عن أنس أن أبا طلحة الأنصاري ، قراء سورة براءة ، فلما أتى على هذه الآية الكريمة ( انفروا خفافاً وثقالاً ) : فسمع داعي الجهاد فقال : أرى ربنا عز وجل ، يستنفرنا شيوخاً ، وشباباً .
جهزوني ، أي بني ، فقال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى مات ، ومع أبي بكر حتى مات ، ومع عمر رضي لله عنهما ، فنحن نغزوا عنك ، فأبى فجهزوه .
فركب البحر، فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها ، إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير جسمه فدفنوه فيها ....