
مظهر الاستدراج
مظهر الاستدراج
ينبغي للمسلم الجاد : أن يتخذ لنفسه مقياساً ، يميز له بين النعم التي تفد إليه من باب الإكرام الإلهي ، وبين النعم التي تفد إليه من باب الابتلأء والاستدراج .
هذا المقياس يتمثل في عقيدتة وسلوكه ، فمن كان يتلقى النعم على أنها وافدة إليه من الله تعالى : لايخطرفي باله الأسباب ، ولا يقيم لها وزناً ولا يرى لها أهمية ، فمن كان هذا شأنه فهو يعلم أن النعم التي تأتيه من الله تعالى إنما هي تفضل منه تعالى وإحسان ورفع في درجاته .
أما الذي يتلقى النعم عند إقبالها إليه على أنها...

ثقيل في الدنيا والآخرة
ثقيل في الدنيا ثقيل في الآخرة
يقول بعض العارفين : إذا قرأت القرآن في قيام الليل ، إقرأه في تؤدة وتمهُل ، وتبين حروفه ، حتى تخرج من الفم واضحة مع إشباع الحركات التي تستحق الإشباع ، وفائدة هذا أن يترسخ حفظه ، وتُفهم معانيه ، كي لا يسبق لفظ اللسان عمل الفهم .
( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً . إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ، إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلاً ) .
قال مجاهد : أحب الناس في قراءة القرآن إلى الله أعقلهم عنه . وقال...

آفات وابتلاءات
آفات وابتلاءات
يقول صاحب الظلال : الإرتباط بين الإستقامة وبين الرخاء والتمكين في الأرض : حقيقة قائمة يدركها أهل البصائر والفهم عن الله تعالى .
وقد كان العرب في جوف الصحراء وأهل المدن ، يعيشون في شظف العيش، حتى استقاموا على منهج الله عز وجل ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا ) : ففُتحت لهم الأرض بخيراتها على فترة من الزمن ، ثم حادوا عن الطريقة فاستُلبت منهم خيراتها استلاباً، وما يزالون في في نكدٍ وشدةٍ .
قال الله تعالى : ( وأن لواستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً...

ما أقسى الفضيحة
ما أقسى الفضيحة
قال الله تعالى : ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذٍ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذٍ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ، يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية ) سورة الحاقة 14ـ 18.
هذا الخبر صادر من صاحب الشأن : الله جل جلاله وعز سلطانه ، يحكي لنا هذا الإنقلاب المهول في الكون ، ولا يقتصر هذا الهول على حمل الأرض و الجبال ودكها دكة واحدة ، فالسماء في هذا اليوم الهائل ليست في مأمن من هذا الإنقلاب الكوني ، فالسماء تتشقق والكواكب...

التعالي على الناس
التعالي على الناس
الكبر صفة من الصفات المذمومة ، ومعناه : أن يرى الإنسان نفسه فوق الآخرين فيحصل في قلبه اعتزاز وزهو وتعالٍ على الناس وازدراء لهم ، والترفع عن مجالستهم ، وأسباب هذا التكبر متنوعة : ـ
· الكبر بالعلم : فيرى نفسه أكثر علماً والآخرين جهلة لا علم عندهم .
· التكبر بالحسب والنسب واحتقار من ليس له النسب .
· التفاخر بجمال الصورة من الجنسين .
· التكبر بحجم الثروة والوجاهه .
· وقد ورد التحذير من التكبر في مواضع كثيرة من...

لاتنتقم وانظر إلى القدر
لاتنتقم وانظر إلى القدر
أخبر أنس رضي الله عنه : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعفو عن حظوظ نفسه ، وأما حدود الله ، فقد قال : ( والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . فهو لم يكن يعاقب ولا ينتقم لما يلحفه من إساءات ولكنه يستوفي حق ربه ، ويعفو عن حظ نفسه .
وفي حظ نفسه : كان ينظر إلى القدر ، فيقول : ( لو وقى شئ لكان ) والمصائب التي تصيب العباد ، يؤمرون فيها بالصبر ، فإن هذا الذي ينفعهم ، وأما لومهم لمن كان سبباً فيها ، فلا فائدة لهم في ذلك ، كذلك ما فاتهم من الأمور...

الأخلاق في الإسلام
الأخلاق في الإسلام
يقول صاحب الظلال : في خواطره عن قول الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إنك لعلى خلق عظيم ) .
ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد أنها من الله تعالى ، وهي شهادة من الله في ميزان الله تعالى ، ومدلولها أيضاً انه لا يبلغ مداها إلا الله ، ولا يدرك مداها أحد من العالمين .
والناظر إلى العقيدة الإسلامية ، كالناظر في سيرة رسولها ، يجد العنصر الأخلاقي بارز الملامح فيها . تقوم عليه أصولها التشريعية ، وأصولها التهذيبية على حد سواء .
فالدعوة الكبرى في هذه...

المحاسبة مع النفس
المحاسبة مع النفس
أورد الإمام ابن القيم رحمه الله وصفاً دقيقاً في كيفية المواجهه مع النفس، فقال : جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض ، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح ، ثم يحاسبها على المناهي .
فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والإستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة ، فإن كان قد غفل عما خُلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعال ، ثم يحاسبها بما تكلم به ، أو مشت إليه رجلاه أو بطشت يداه أو سمعته أذناه :
ماذا أردت بهذا ؟ ولمن فعلته...

آفتك من نفسك
آفتك من نفسك
يقول أحد العارفين : إذا كنت غير عالم بمصلحتك ، ولا قادر على تحقيقها ولا مريد لها كما ينبغي ، فغيرك أولى أن لا يكون عالماً بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها ، والله سبحانه وتعالى يعلم وأنت لا تعلم ويقدر وأنت لا تقدر ، ويعطيك من فضله ، لا لمعاوضة ولا لمنفعه ، يرجوها منك . أنت كلك ضعف وعجز .
فإذا حبس فضله عنك ، فاعلم أن هناك أمرين لا ثالث لهما : ـــ
أحدهما : أن تكون أنت الواقف في طريق مصالحتك ، وأنت المعوَّق لوصول فضله إليك ، فأنت حجر عثرة في نفسك ، وهذا هو أغلب على...

تزكية النفوس
تزكية النفوس
· قال أحد العارفين : كان العلماء قبلنا قد أستغنوا بعلمهم ، عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلي دنياهم ، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم من أجل علمهم، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم ، رغبة في دنياهم . وأصبح أهل الدنيا يزهدون في علم العلماء ، لما رأوا سوء موضعه عندهم .
· جاء في الأثر الإلهي : يقول الله عز وجل : ( ابن آدم خلقتك لنفسي فلا تلعب وتكفلتُ برزقك فلا تتعب ، ابن آدم أطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيئ ، وإن فُتك فاتك كل شيئ ، وأنا أحب إليك...