
فتنة المحبة
فتنة المحبة
قد يحب الناس الشخص لعلمه ، أو دينه أو إحسانه ، أو غير ذلك من أنواع المحبة فالفتنة في هذه المحبة عظيمة .
فإن فتنة الجاه والعلم والصور فتنة كل مفتون ، وهم مع حبهم له يطلبون مقاصدهم فإن لم يفعلها نقص الحب أو حصل نوع بغض ، ولربما زاد أو أدى إلى الإنسلاخ من حبه ، فصار مبغوضاً بعد أن كان محبوباً .
ولعل فتنة الصور تحتل المساحة الأوسع بين الناس ، وخصوصاً العلاقة بين الجنسين ، وما ينشأ عن هذه العلاقة من ارتكاب المحرمات ، وانتشار الفساد ، وعدم مراعاة الضوابط الشرعية التي تنظم...

اخرج من هوى نفسك
اخرج من هوى نفسك
يقول الشخ عبد القادر في ( فتح الغيوب) : اخرج من نفسك وتنح عنها وسلم الكل لله تبارك وتعالى ، وكن بواباً على باب قلبك ، وامتثل لأمره تبارك وتعالى في إدخال من يأمرك بادخاله ، فلا تدخل الهوى قلبك بعد أن خرج منه .
وإخراج الهوى من القلب بمخالفته وترك متابعة الأحوال كلها ، وادخال رقابة الله تعالى في القلب بمتابعته وموافقته ، فلا ترد إرادة غير إرادته تبارك وتعالى ، احفظ أبداً امره وانته ابداً عند نهيه ، ولا تشركه بشيء من خلقه .
( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً...

مقامات إيمانية
مقامات إيمانية
- ما قيل في الظلم : قالوا هو الذي يترتب عليه اضرار في الدين والدنيا ، فهذا الصنف عقوبته معجلة في الدنيا ، مع ما ينتظر صاحبه غداً .
فما يلحق العبد من أضرار في دينه ودنياه : بسبب ظلم الناس ، يستحق صاحبه العقوبة المعجلة في الدنيا لا محالة ، فمن شأن هذه العقوبة أن تردع ظلم الناس بعضم عن بعض ، وهو نوعان : 1 ــ منع ما يجب لهم من الحقوق ، وهذا تفريط 2ــ فعل ما يضرهم ، وهو العدوان .
- كان عمر بن عبد قيس يقول : أحببتُ الله تبارك وتعالى حباً ، سهل عليّ كل مصيبة...

معالم الفضائل (2)
معالم الفضائل (2)
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه" رواه أحمد والحاكم وصححه الشيخ الألباني
· روى الإمام أحمد في كتاب الزهد ، في مناجات موسى المأثورة ، التي رواها وهب بن منبه . يقول الله تعالى : ( إني لأذود أوليائي عن نعيم الدنيا ورخائها ، كما يذود الراعي الشفيق على ابله عن مراتع الهلكة .
· وإني لأجنبهم سكونها وعيشها ، كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة ، وما...

الطريق الصعب
الطريق الصعب
الذين رضوا أن يعيشوا في معزل عن القرآن ، أختاروا الطريق الصعب ، وأبعدوا أنفسهم عن معرفة المصير المحتوم ، الذي سيواجهونه يوم الجمع العظيم . ( ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحا .. ).
وجود الملائكة مع الإنسان ، وهو يعيش في دنياه تحت رقابتهم المطبقة ، في كل أحواله ، أمر مخيف ، لأن صحف الأعمال عندما يفتحونها يجدون صغائر الأعمال مسجلة كما هو واضح في السياق الكريم .
ولكن الأعظم من ذلك أن الله جل جلاله...

آخر المراحل
آخر المراحل
يقول أهل العلم : من أعظم الفقه : أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى . فمن هذا خاف السلف من الذنوب ، أن تكون حجاباً وبينهم الخاتمة الطيبة .
اعلم أن سوء الخاتمة ، لاتكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ، إنما تكون لمن كان مصراًعلى الكبائر ، ومن له إقدام على العظائم ، فلربما فاجأه الموت وهو غارق في ذلك قبل التوبة . فيصطاده الشيطان فيختطفه ، وهو في أشد حالات ضعفه ، يقاسي من حالات النزع .
يروى أنه كان بمصر رجل من الصالحين ، صعد المنارة على عادته...

الدور الثلاثة
الدور الثلاثة
يقول أهل العلم : اعلم أيها المؤمن أن من أعرض عن ذكر الله الذي أنزله ، فله من ضيق الصدر ونكد العيش ، وكثرة الخوف ، وشدة الحرص والتعب على الدنيا والتحسر على فواتها قبل الحصول عليها وبعد حُصولها والآلام في خلال ذلك ما لا يشعُرُبه القلب .
فقلوب أهل البدع والمعرضين عن القرآن ، وأهل الغفلة عن الله ، وأهل المعاصي في جحيم قبل الجحيم الأكبر ، وقلوب الأبرار في نعيم قبل النعيم الأكبر .
( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ) في الدور الثلاثة ، وإن كان تمامه وكمال ظهوره إنما...

علاقة متوترة منذ الأزل
علاقة متوترة منذ الأزل روى أبو نعيم في الحلية : أن رجلاً كان يُعرف بابن حمير ، وكان له ورع ويصوم النهار ويقوم الليل ، فخرج ذات يوم يتصيد ، إذ عرضت له حية ضخمة فقالت له : يا محمد بن حمير : أجرني أجارك الله ! قال لها : ممن ؟ قالت له من عدو قد ظلمني ، قال لها : وأين عدوك ؟ قالت له : من ورائي ، قال لها : من أي أمة أنتِ ؟ قالت من أمة محمد ، قال ففتحت لها ردائي ، وقلت لها ادخلي فيه ، قالت : يراني عدوي . فكشفتُ عن طمري ( الطمرالثوب) وقلت لها : ادخلي بين الطمر وبطني ، قالت يراني عدوي ، قلت لها : فما الذي...

المثالية في عيون العالم
المثالية في عيون العالم
( وإنه ذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) يعني : القرآن شرف لك يا محمد ولقومك من قريش إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم . ونظيره (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم) .
سوف تسألون يوم القيمة عن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وشكركم له ، على أن رزقتموه وخصصتم به بين العالمين .
وهذا يعني انكم سوف تُسألون ، إذا لم تطبقو تعاليمه بافعالكم وسمتكم وأخلاقكم وما يحمله من تشريعات وقيم أخلاقية سامية ، لتكونوا دعاة للغير ، هذا هو معنى تكونوا شهداء على الناس .
العالم يريد رؤية...

المكاسب الكبرى
المكاسب الكبرى
التعلق يكون بالقلب ، ويكون بالفعل ، ويكون بهما جميعاً ، أي من تعلق شيئاً بقلبه وفعله وكل إليه ، أي : وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلق به .
فمن تعلقت نفسه بالله ، وأنزل حوائجه بالله ، والتجأ إليه ، وفوض أمره كله إليه . كفاه كل مؤنة ، وقرب إليه كل بعيد ، ويسر له كل عسير .
ومن تعلق قلبه بغير الله ، أواعتمد إلى علمه وعقله ودوائه وتمائمه ، وسكنت نفسه على حوله وقوته ، وكله الله إلى ذلك وخذله . وهذا معروف بالتجارب ، ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
قال الإمام أحمد : في...