
آخر معاقل العبودية
آخر معاقل العبودية
كان آخر عمل من أعماله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن توج أسامه بن زيد ، على أخطر جيش يتحرك من الجزيرة العربية ، لغزو الدولة الرومانية .
يضم هذا الجيش ، كثير من المهاجرين والأنصار ، وفيهم رجال كبار عظماء لهم اليد الطولى في الغزوات ، ولهم مكانة رفيعة في قلب رسول الله ، فيهم : ـ
ابوبكر وعمر وزيراه ، وصاحباه ، والخليفتان من بعده بإجماع المسلمين ، وفيهم سعد بن أبي وقاص قريبه ومن أسبق قريش دخولاً في الأسلام .
وقد تململ بعض الناس ، من إمارة أسامه على صغر سنه . وفي ذلك قال ابن...

لتركبنّ أولأنزلنّ
لتركبنّ أولأنزلنّ
أول عمل قام به أبو بكر رضي الله عنه بعد توليه الخلافة : هو انفاذه بعث أسامة على رأس الجيش الذي أعده الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسار مع الجيش يودعه بنفسه إلى ظاهر المدينة .
أسامه قائد الجيش كان راكباً ، وأبو بكر خليفة المسلمين ما شياً ، فيستحي أسامة الفتى الحدث ان يركب والخليفة الشيخ الكبير يمشي ، فيقول : ( يا خليفة رسول الله ، لتركبنّ أو لأنزلنّ ) . فيقسم الخليفة : ( والله لاتنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل لله ساعة ) .
ثم يرى أبو بكر انه في حاجة إلى...

أعظم قوة عرفتها البشرية
أعظم قوة عرفتهاالبشرية
يقول المستشرق النمساوي محمد أسد : درستُ القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولغة الإسلام وتاريخه ، وقدراً كبيراً مما كُتب عنه وما كُتب ضده .
وقضيت أكثرمن خمس سنوات في الحجاز ونجد ، وأكثرها في المدينة ، (والحجاز ملتقى المسلمين من مختلف الأقطار) فكان هذا مما يسر لي مقارنة وجهات النظر الدينية والإجتماعية السائدة في العالم الإسلامي في عهدنا الحاضر
ثم قال هذا المنصف الغربي : هذه الدراسات والمقارنات ركزت في نفسي الاقتناع بأن الإسلام بشطريه الروحي...

ميزان العظمة
ميزان العظمة
تروي كتب السير : انه وقف بباب الخليفة عمر بن الخطاب : سهيل بن عمرو بن الحارث بن هشام ، وأبو سفيان بن حرب ، وجماعة من كبراء قريش ، من الذين أسلموا حديثاً يريدون جميعاً الدخول على الخليفة .
فيأذن قبلهم بالدخول : صهيب وبلال . لأنهما كانا من السابقين إلى الإسلام ، ومن أهل بدر . فتورم أنف أبي سفيان وأرعد وأزبد وانتفخ من الذل والمهانة ولأنفة الجاهلية ، وقال هو في أشد حالات الإنفعال : ( لم أر كاليوم قط ، يأذن لهؤلاء العبيد ، ويتركنا على بابه ) .
فيقول له صاحبه ، وقد أستقرت في...

إدريس بين جناحي ملك
إدريس بين جناحي ملك
قال الله تعالى بشأن إدريس : ( ورفعناه مكاناً علياً ) .
يُروى عن كعب الأحبار أنه قال : إجابة لسؤال ابن عباس : ( قال الله تعالى لإدريس : إني رافع لك كل يوم مثل أعمال بني آدم . وكلم إدريس صديقاً له من الملائكة : أن يكلم له ملك الموت ، ليؤخر قبض روحه ، حتى يزداد عملاً .
فحمله هذا الملك بين جناحيه ، فعرج به حتى إذا كان في السماء الرابعة ، لقيه ملك الموت ، فكلمه عن رغبة إدريس ، فقال ملك الموت : أين هو ؟ قال : هو ذا بين جناحي ، قال : فالعجب إني أمرت أن أقبض روحه في السماء الرابعة !...

لطيفة
لطيفة
يُذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال : مرًعيسى عليه السلام على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها ، فقالت له : يا كلمة الله ! ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه .
فقال : يا خالق النفس من النفس ، ويا مخلص النفس من النفس ، ويا مخرج النفس من النفس ، خلصها ، قال : فرمت بولدها فإذا هو قائم تشمه .
قال ابن عباس : فإذا عسر على المرأة ولدها ، فاكتبه لها ، فإن كتابته نافعة ، ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه ، وجعلوا ذلك من الشفاء الذي جعله الله فيه .
وعلاج آخر : يُكتب في إناء نظيف : ( إذا السماء...

يوم الحساب
يوم الحساب ( وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر)
الزبر جمع زبور ، وهو الكتاب ، مقصود فيه : كل ما كان من الأفعال عليه مؤاخذه في الآخر ، وفيه تحذير من سوء الأعمال قال الله تعالى : (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه * ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً إقرأ كتابك .. ) .
وكل شيء حقيرأوعظيم مستطر أي : مكتوب مسطور وكل ذلك يعلمه الله ، ويحاسب عليه . وهذا قوله تعالى : ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مُبين ) .
فالصغير : مستعار...

استعد لهذا الخطب الجسيم
استعد لهذا الخطب الجسيم
( الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة ): هذا سؤال : تعظيماً لشأنها ، وتهويلاً لأمرها . وما أدراك ما الحاقة : ! إنها القيامة ومشاهدها وأحداثها .
أي شيء أعلمك ، هيَ ، تأكيداً لهولها ، وفظاعتها ، ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات ، ومألوفاتهم بحيث لايكاد تبلغ دراية أحد ، ولاتقديراته في تصورحالها فهي وراء ذلك كله ، وأعظم وأعظم ، فلا يتسنى الإعلام عنها وأنها لا تُعلم .
فينبغي الإستعداد ، لهذا الخطب الجسيم ، المتراكب من الأهوال والطبقات ، يوم يشيب...

الفاتحة كنز العلوم
الفاتحة كنز العلوم
قال الحسن البصري : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب من السماء . أودع علومها في أربعة منها : التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن .
ثم أودع علوم هذه الأربع في القرآن ، ثم أودع علوم القرآن في المفصل ، ثم أودع علوم المفصل في فاتحة الكتاب ، فمن علم تفسير الفاتحة ، كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة ، ومن قرأها كأنما قرأ : التوراة ، والإنجيل ، والزبور، والقرآن
المطالب العالية

آداب إيمانية وقيم عليا
آداب إيمانية وقيم عليا
( يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم ) أي : يتعاطون هم وجلساؤهم من أقربائهم وإخوانهم كأس الخمر . (لا لغو فيها ) أي : لايتكلمون في أثناء الشرب ، بسقط الحديث وما لا طائل تحته ، كفعل المتنادمين في الدنيا على الشراب ، في سفههم وعربدتهم .
ولا يفعلون ما يأثم به فاعله في دار التكليف ، من الكذب والشتم ، والفواحش ، إنما يتكلمون بالحكم ، والكلام الحسن متلذذين بذلك ، لأن عقولهم ثابتة غير زائلة وهم في دار المقامة .
يقول الشيخ السعدي : ليس في الجنة كلام لغو ، وهو...