
المكاسب الكبرى
المكاسب الكبرى
الحديث القدسي : قال الله تعالى : حقت محبتي للمتحابين فيّ ، وحقت محبتي للمتجالسين فيّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ .
وأن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء ، بقربهم من الله ، وهم قوم تحابوا بروح الله ، على غير أموال يتباذلونها ، ولا أرحام يتواصلون بها .
إن لوجوههم لنوراً ، وأنهم على كراسي من نور ، لايخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس .
والخلاصة : انك إذا احببت الشخص لله ، كان الله ، هو المحبوب لذاته .
المطالب العالية

كلام أغلى من الذهب
كلام أغلى من الذهب
مما هو معلوم أن صبر يوسف على ظلم أخوته ، له المقام الأعظم في ميزان الله من صبر الذي يتعرض للمصائب الكونية . لأن المصائب الكونية تجعله يستشعر أن الله هو الذي فعل به هذا ، فتيأس نفسه من هم التفكير في المعاقبة وأخذ الثأرمما لوكانت بشرية ، فتهدأ نفسه ويسلّم لأمر الله .
بخلاف المظلوم الذي ظلمه بني جنسه ، فإن نفسه تدفعه إلى العقوبة وأخذ الثأر لنفسه ، فالصبر على مصيبة ظلم الناس ، أفضل وأعظم في ميزان الله ، كصبر يوسف على ظلم أخوته ، لأن صبره هذا فيه مصادمة مع نفسه التي...

التوكل مقام الخاصة
التوكل مقام الخاصة
التوكل : له مقامات ، ينقسم فيه الناس إلى الخصوص والعام : فغالب توكل العامة طلب حضوظ الدنيا . أما توكل الخاصة ، فهو من شأن العارفين ، يتوكلون على الله فيما هو أهم من أمور الدنيا ، بل لم تكن الدنيا على بال هذه الصفوة المختارة .
انهم يرون حالهم أنهم على جناح سفر إلى منازل جنات عدن ، هناك السكن الدائم .
أمامهم العقاب والوهاد ومكابدة السير في المفازات البعيده فهم يتوكلون على الله على الثبات ، وصلاح قلوبهم . فيخطيء من يظن أن التوكل ينحصر في حضوظ الدنيا ، بل أنه في...

الإنسان والمقادير
الإنسان والمقادير
( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) الكبد : المعناة والشدائد والفتن والأكدار . لايكاد يسلم منها أي أحد ، فهذه المكابدة تلازم الإنسان في حله وترحاله أينما وجد وفي أي بقعة من قارات الأرض ، لأن الذي خلقه هو الذي وصف أحواله ، كما هو ظاهر في السياق الكريم .
الذي يعيش في قارت افريقيا : يكابد الفقر والمجاعة ، والأحوال الأجتماعية القاسية والظروف الصحية السيئة ، فهو يعيش في هم وقلق بحثاً عن لقمة العيش من صباحه إلى مسائه .
وأهل الرفاهية ، وسعة الرزق : يعانون أمرض التخمة...

ليس لك الاختيار
ليس لك الاختيار
قال أحد العارفين : لقد انتهيتُ بعد معايشتي للقرآن إلى يقين ، جازم حاسم ، أنه لاصلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولاطمأنينة لهذا الإنسان ، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى .
وهو العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في القرآن . إن هذا الإحتكام ليس بنافلة ، ولا تطوعاً ، ولا موضع اختيار إنما هوالإيمان أو فلا إيمان .
إذاٍ ، الأمر جد وليس هو هزل . إنه أمر العقيدة من اساسها . ثم إني...

طرفة
طرفة
روي أن خالة الامام بن القيم رحمه الله مرضت . وذهب لعيادتها . وجلس بجوارها ، فقالت : ياشيخ ، أنا مقبلة على ربي ، فماذا أقول عند ما اكون بين يديه ؟ فقال ابن القيم : ذُهلت من هذا السؤال ، ما ذا أجيبها .
فألهمت ، فقلتُ لها : إذا كنت أمام ربك ، فقولي له جل جلاله : ( اللهم انت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلالي والأكرام ) .
فرأها في نومة بعد موتها . فقالت له : جزاك الله يا شيخ ، لقد نفعني الله بهذه الوصية ، فكانت ، خيرأً كثيراً لي .
المطالب العالية

هُزموا وهم خيرالقرون
هُزموا وهم خيرالقرون
المسلمون اليوم قد أخرجوا أخلاقيات لا إله إلا الله من دائرة العبادة ، فبتخليهم عن هذه القيمة العليا في العبادة ، يكونون قد فرغوا الدين من مضمونه ، وتوهموا أنهم بهذا المفهوم للعبادة ، أن الله سينصرهم في كل الميادين ، وسيقضي لهم حوائجهم ويحقق لهم مقاصدهم .
إذا توهموا أن الدين يكفي في الهوية دون الممارسة العملية ، فقد سقطوا سقوطاً ذريعا ، حيث أساؤا فهم مباديء الدين . وقد نسوا أن المسلمين الأوائل قد هُزموا وفيهم رسول الله ، وهم خير القرون في وقعت أحد ، لما عصوا رسول...

أسلط عليكِ ناري الكبرى
أسلط عليكِ ناري الكبرى
ذُكر عن الجنيد : أن النار قالت : يارب لو لم أطعك ، هل كنت تعذبني بشيء أشد مني ؟ قال : ( نعم أسلط عليك ناري الكبرى . قالت : وهل هناك نارأعظم مني وأشد ؟ قال نعم : نار محبتي أسكنتُها قلوب أوليائي المؤمنين .
من صَدَقَ في قولِ : لاإله إلا الله ولم يحب سواه ، ولم يرج سواه ، ولم يخشى أحداً إلا الله ، ولم يتوكل إلا على الله ، ولم يُبق له بقية : من آثار نفسه وهواه ) .
بهذه العبودية المطلقة والحب المطلق : يكون كما يقول المعتدلون من المتصوفة : قد دخل في فناء نفسه في محبة محبوبه ، مع...

أحذر من الحجاب
أحذر من الحجاب
قال العطاردي : أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام ، يا داوود ، حذّر وأنذر أصحابك : أكل الشهوات ، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا ، عقولها عني محجوبة ، وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي ، إذا آثر شهوة من شهواته أن أحرمه طاعتي .
يقول العلماء : يؤخذ بما ورد عن الرسل السابقين من الأقوال ، إذا لم يتعارض مع ديننا ، وخصوصا في مجال العقائد ، فإنه لاتتناقض ، ما ورد في الكتب السماوية السابقة في باب العقائد جاء به الإسلام ، إلا ما جرى من تحريف وتبديل على أيدي أتباعهم من بعدهم ....

ما قيل في ذم البدانة
ما قيل في ذم البدانة
قيل : من الفقه ذم البدانة ( السمن ) . لما في ذلك من من تكلف المطاعم والإشتغال بها عن المكارم ، بل أن بعض الأحاديث ، فيها دلالة على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية .
وذكر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أن في القرون المتأخرة ، قوم يظهر فيهم السمن المكتسب أي : ( بفعل الإنسان) ؛ وإنما هو من كثرة الأكل ، والشره والدعة والراحة ، والإسترسال مع النفس على شهواتها .
فمن كانت هذه أخلاقه ؛ فهو عبد لنفسه ، لاعبد لربه . ومن كثر أكله وشربه ؛ كثر نهمه وحرصه ؛ وزاد كسله ونومه ، فكان...