لما تولى عمرو بن العاص الحكم في مصر ، جاءه وفد من المصريين ، وقالوا : لقد جرت العاده هنا في مصر انه إذا نقصت مياه النيل ، نعمد الى اختيار أجمل البنات ، ونضع عليها حلة العروس ثم نلقيها في النيل ، فما يلبث ان يفيض ثم يعم الرخاء ارجاء مصر .
فقال عمرو :هذا أمر يتعلق بالدين والعقيدة ، ولابد أن أعود الى عمر، خليفة المسلمين
فجاء الرد من عمر في ورقة صغيرة مكتوب فيها : من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر ، ان كنت تجري بأمرك ، فلا حاجة لنا إليك ، وإن كنت تجري بأمرالله فإن الذي يسوق الرخاء هو الله ، ولن نقذف فيك بعروس .
وجه العبرة :
انظر ماذا صنعت العقيدة في عمر، هذا التحول الهائل الذي حدث في عقلية ونفسية
هذا الصحابي الجليل الذي تأخر إسلامه ، وكاد يقتل اخته وزوجها لما علم بإسلامهما ، يصبح من فقهاء الأمة بهذا الإستنباط الفقهي الدقيق كما ان هذا التوجيه يتضمن صلابة عمر إذ لم يهاب ردة فعل الشعب المصري لمنعه من هذا التقليد الذي نشأ عليه .