يقول ابن القيم مررتُ على عدة دكاكين ووجتُ عليها خلقُ كثير. الدكان الأول دكان الصلاة والثاني دكان الصيام ... الخ . والأخير عليه عدد قليل مكتوب على سقفه دكان الخشوع والتأمل في خلق السماوات والأرض . هذه هي العبادة المفقوده اليوم . قال أحدُهم : تفكر ساعة خير من قيام ليلة .
قال الله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الأباب ) 190/ 191 آلعمران .
أصحاب الفكر اللاديني من الملاحدة والعلمانيين المتطرفين لهم رأيُ آخر يقولون : الكون خلق نفسه ، بدون مؤثر خارجي ، من خلال تفاعلات كيميائه .أي أن الكون فاعل ولايكون مفعول به ، ولايلتفتون إلى ما ورد في الكتب السماواية السابقه ولا ما ورد في القرآن الكريم في قضية الخلق !
نظرية الرتق والفتق :
العلماء الغربيين بحثوا هذه النظرية كثيراً وأطالوا البحث ، وأخذوا بنظرية الفتق والرتق ، ثم انتهوا إلى نظرية الأنفجار الكوني الكبير . خلاصة هذه الظرية أنّ بدأ خلق الكون ليس مصدره الله ، وإنما مصدره الطبيعة ، هذا الكلام في الحس الإسلامي كلام فرعوني خطير.
منطق الإيمان يقول : إن العقل له حدود معينة لا يتجاوزها ، فأنت لو أطلت التفكير في هذا الميدان لوقعت في ورطة ، وضيعت نفسك في متاهات شائكة .
ولوسلّمنا بنظريتهم وسألناهم أن يخبرونا من الذي أعطا الطبيعة أمر الأنفجار ؟ لطال الجدل معهم وأخذونا معهم في متاهات خارج دائرة العقل ! وكان ينبغي لهم من البدايه أن يبحثوا عن المكوّن قبل أن يقفزوا إلى البحث في الأنفجار الكوني .
قال الله تعالى ( ما أشهدتُهم خلق السماوات والأرض ولاخلق انفسهم وماكنتٌ متخذ المُضلين عضُداً ) . آيه : 51 الكهف .