كثيرا مايبعث الله مع المصائب التي قد يبتلي بها عباده ، الطاف تجعلهم ينصرفون إلى تجديد العبودية وإصلاح علاقتهم بالله ، وتأكيد البيعه له تعالى وهي تجليات ونفحات ربانيه لايكاد يُحرم منها انسان مسلم .
ولعل المصائب والشدائد التي يمر بها الشعب السوري التي جعلته يهيم على وجهه بين الغابات والجبال تندرج ضمن هذه المنن والألطاف الإلهيه ، فلابد له من التسليم لحكم الله وقضائه ، والثقة التامة بحكمته ورحمته ، وليعلم ان الخير كل الخير في ما قضاه وقدره .
الصورة الظاهرة في المشهد السوري : دماء وأشلاء وتشرد وتدمير منازل ، وفساد عم وطم ، فالطبيعة البشرية تئن وتتألم وتتوجّع أمام هذا الخطب والنازلة التي عصفت بهم ، ولكن ينبغي ان يورثهم هذا الخطب يقينا بحكمة الله بأن وراء هذا الأمر الظاهر منن وعطايا في الباطن ، غير ظاهرة للعيان .
دعونا ننتقل إلى معركة أحد لعل أهدافها وتبعاتها تفيد الجيش الحر : لقد كانت واقعة كارثيه بكل المقاييس على جيش المسلمين ، أحدثت شرخا عميقاً في نفوس الصحابه نتج عنها ، استشهاد سبعون منهم وعدد كبير من الجرحى ، وبعد قليل : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بملاحقة جيش المشركين بعد انسحابه من المدينة ، فلبوا النداء ، وجراحهم تنزف ولم تنهار معنوياتهم على ماأصابهم من القرح ، وكان تدبير الله واضحاً جلياً ، مع ، اختلال في ميزان التكافؤ في الرجال والمعدات تدبيرا حمل في مضمونه الخير الكثير ، ظهر ذلك في ما تلت هذه المعركة من أحداث .
فالمواجهة في حس الجندي المسلم مع أعدائه ليست معركة إمكانيات من اسلحة متطورة وعدة وعتاد ورسم خطط عسكرية فحسب ، ولكنها تشتمل على قضية كبرى وهي معركة النفس من الداخل وتحررها من قيود الخوف ، وتشدها إلى الصمود والثبات في الميدان ، فهذه الفتن لاتحدُث في معزل عن علم الله . فهو لا يقاتل لغرض تحقيق أطماع توسعية أو لمكاسب استراتيجية ، فالمسلم المقاتل ينبغي أن يعلم إنما هوتدبيرالله ، لتنفيذ قدره تعالى . لعل الجيش الحر يعي ما نسميه في العرف العسكري تجاوزاً ( العقيده القتالية للجيش المسلم ) فهذا الجيش يحارب من أجل قضية عادلة . ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) .
المطالب العالية