يقول بعضهم : أن للهِ تعالى صفات تخبرعن سطوته وعقابه وجبروته ، منها
ماتجده في في أسمائه الحسنى مثل : المهيمن ، الجبار ، القهار ، المنتقم ، الرقيب ،
القوي ، المتين ، ومنها مايعبرعنه القرآن كقوله تعالى : ( سنفرغ لكم أيها لثقلان )
31 . الرحمن وكقوله : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) :هود 102 .
كما أن لله تعالى صفاتاً أخرى تبين واسع فضله ، وعظيم كرمه ومغفرته مثل : الرحمن الرحيم ، الغفار، الوهاب ، الرزاق ، الغفور، الشكور . كقوله تعالى :
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان : الرحمن - 60- ، ( وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) : طه - 82 - .
الله تعالى يقرن دائما آيات الشدة والوعيد مع آيات الرخاء والوعد بالمغفرة والعفو،
فلا يحدثك عن واسع فضله وعظيم مغفرته إلا ويحدثك قبله أو بعده عن بالغ سطوته
وشديدعقابه . لاتجد وعداً ينفك عن وعيده ، ولا وعيداً ينفك عن وعد ، بل هما متجاوران دائماً ، ليتحقق من ذلك هذا المقصد التربوي الهام .
والقصد من هذا التجاورالدائم لا يرهب المؤمن رهبة تؤدي للقنوط ، ولا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له . وهذا المزيج من رحمة الله ، بحيث يجعلك راجياً خائفاً ، متأملاً التجاوز والعفو، متوقعاً العقاب ودقة الحساب .
المطالب العالية