عقوبة بعد أربعين سنة
(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ) : ـ
أليس هذا الوصف الذي تعرضت له طائفة بني إسرائل على يد فرعون هو بحذافيره الذي يتعرض له اخواننا في الشام ؟ بل هو الأعنف والأنكى مما تعرضت له الطائفة في مصر .
فرعون استبقى النساء ، ولكن بشار : يدمر المدن على رؤس الساكنين من الأطفال والنساء والشيوخ ويسقط عليهم البراميل المتفجرة من السماء ، ويستخدم الكيماوي ويهرب الباقون إلى العراء ليعيشوا في الغابات والكهوف مع الحيوانات .
ومع علم الله بالمأساة التي كان يتعرض لها بني اسرائل كما هو واضح من السياق الكريم ، فالله لم ينزل عقوبة فورية على فرعون وملائه ولكن الأمركان في تقديرالله مرهون بولادة موسى ثم العيش في قصر فرعون ، وأكله معه وعلى مائدته ، ثم رحلته إلى مدين ورعاية غنم شعيب ثم يتزوج وينجب وآخيراً العودة إلى مصر لتنفيذ قدرالله في فرعون ، بعد أربعين سنة ، من الوعد الإلهي.
حكم وآيات وعبر: بعضها فوق بعض انطوى عليه هذا التأخير في نُصرة المستضعفين في مصر كما ورد آنفاً في مطلع سورة القصص .
ونحن نعلم ما يقاسيه الشعب السوري وندعوا الله لنصرتهم على المنابر وفي طرقاتنا وعلى المستوى الفردي والجماعي ، منذ ثلاثة سنوات ، ونتعجب من تأخير الإيجابة . ونغفل عن حكمة الله في هذا التأخير .مع علمنا أن الحرب في سوريا لم تدم أربعين سنة كما في حال مصر .
{ ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } .
المطالب العالية .