عرش بالقيس أمام سليمان
( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي...) .
لم يأت ذكر الذي عنده علم من الكتاب ، ولا الكتاب الذي عنده علم منه وذكر بعض المفسرين لعله ( آصف بين برخيا من بني إسرائل ) ، وكان وزيرا لسليمان
ورجح بعضهم أنه من العلماء الصالحين ، على صلة إيمانية مع الله وهبه الله هذا السر الذي يستمد منه هذه هذه القوة الكبرى التي تخترق الحجب والحواجز والأبعاد ومثل هذه الكرامات لها وجود في كل العصور .
ولا ينغي ان نستعظم هذه الخوارق ، وقد أجرى الله على أيدي الأنبياء من المعجزات التي لاتقع في مألوف البشر . ولقد ذكر بعضهم ان صاحب هذا السر هو النبي سليمان نفسه .
لقد راع سليمان هذه المفاجأة الضخمة ، ولم يتعالى وينسبها إلى نفسه ، ولكنه سرعان ما أدرك ان هذه النعمة ابتلاء عظيم من الله تبارك وتعالى ، وهذه المكرمة الإلهية تحتاج إلى ان يستنفذ الوسع في شكره لله تعالى على هذه المنة . فقال في التو وأمام اتباعه من حوله :
(هذا من فضل ربي) . وهذه العبارة الكريمة ينبعي أن لاتغيب عن كل من رأى الدنيا قد اقبلت عليه وفتح الله عليه ابوب الرزق الواسعة ، ولا يدعي لنفسه العبقرية فينال نصيب من عقاب الله الذي أنزله على قارون ( إنما أوتيته على علم عندي ) .
المطالب العالية