حب البقاء
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) . قيل : إن الله يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة ، فإذا وصل رحمه زاد ذلك المكتوب . وإن عمل ما يوجب النقص ، نقص ذلك المكتوب .
روي أن آدم عليه السلام طلب : من الله أن يريه صور الأنبياء من ذريته ، فأراه إياهم ، فرأى فيهم رجلا فيه أمرا ، فقال من هذا يارب ؟ فقال ابنك داوود فقال : فكم عمره ؟ قال : أربعون سنة ، قال : وكم عمري ؟ قال : ألف سنة قال : فقد وهبته من عمري ستين سنة .
فكُتب عليه كتابا وشهدت عليه الملائكة . فلما حضرته الوفاة ، قال : قد بقي من عمري ستون سنة . قالوا وهبتها لأبنك داوود ، فأنكر ذلك ، فأخرجوا الكتاب قال النبي صلى الله عليه وسلم : فنسي آدم فنسيت ذريته
فهذا داوود كان عمره المكتوب أربعين سنة ، ثم جعل له ستين سنة ، وهذا معنى ما روي عن عمر ، أنه قال : اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحه عني واكتبني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت .
المطالب العالية