علماء الهند و المال والسلطة
علماء الهند الكبار لم يقبلوا مناصب الحكم ، وهدايا الملوك والأمراء من أراضي وإقطاعات ، واختاروا القناعة والزهد والتوكل ، وكان اهتمامهم على عزة النفس وكرامتها . و سيرة علماء الهند حافلة بأمثلة رائعة من الزهد والقناعة والاعتزاز بالنفس والكرامة . وأقدم هنا بعض الأمثلة في العهد الذي رسخت فيه أقدام المادية في الهند .
· قال قائل منهم : لا أحب أن أبيع خرقتي المتواضعة وثيابي البالية برايات الملوك وأعلام السلاطين ولا أرضى بأن أهجر ( فقري ) حرصاً على مملكة سليمان ، إن هذا الكنز الذي اكتشفته في قلبي بفضل المجاهدة ، لا أريد أن اضيعه أو استبدله برخاء الملوك وراحتهم وتنعمهم .
زار حاكم كبير للحكومة الإنجليزية : الشيخ فضل الرحمن وقال بعد أن استمع إلى كلام الشيخ : قد أثرت فيه كلمات الشيخ وموعظته البليغة ، وبهذه المناسبة عرض على الشيخ إذا قبل أن يعين له راتباً من الحكومة ، قال الشيخ : ما أصنع بمالكم ، إنني أملك من فضل الله أعظم من أموالكم : سريراً وإبريق من الفخار لوضوئي ، وجرتين للماء ، وتطبخ زوجتي شيئاً من الخضروات نأكل بها الخبز ، وفي ذلك كفاية ، فمقامنا في الدنيا قصير، وأموالكم تشغلنا عن الإستعداد ليوم الرحيل ، لأن أمامنا سفر طويل ، وأهوال وعقبات .
· اثناء سفر أحد المشائخ إلى الحجاز للحج ، تبعه خلق كثير ، وصادف ، وهم في السفينه في الميناء ، أن رأى سفينة محملة ببالات القطن والتاجر ينتظر الحمالين ، فأمر الشيخ ركاب السفينة بنقل تلك البالات إلى المخازن . فاستجاب لأمر الشيخ المئات من الناس ، ولم يطلبوا الأجر . قاموا بهذا العمل لوجه الله وهذا الأمر يدل على مكانة العلماء في قلوب الأمة
المطالب العالية