تجار أيام زمان
قال ابن المبارك : كتب علامُ يتاجرلحسان بن أبي سنان من الأهواز أن قصب السكر في الأهواز : أصابته آفة ، فاشتر السكر فيما قبلك ، لأن المتوقع ارتفاع الأسعار لديك إذا انقطع الإستيراد .
فاشتراه من رجل ، فلم يأت إلا وقت قليل فربح في هذه الصفقة ثلاثين الف ، فشعر ان عمله هذا يشوبه التدليس والتحايل وهذا أمر يأباه الشرع ، فذهب إلى التاجر الذي اشترى منه السكر ، فقال يا هذا إن غلامي كان كتب اليّ بهذا الأمر ولم أعلمك ، فأقلني فيما اشتريته منك ، فقال له : قد أعلمتني الآن ، وقد طيبته لك .
فرجع إليه مرة أخرى بعد أن تكدرت نفسه ، فقال : يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه ، فأحب أن تسترد هذا البيع ، فما زال به حتى ردّه .
هؤلاء تجار مسلمون لديهم القرآن والسنة ، ونحن لدينا نفس المصدر فهم قد فهموا
قيم هذا الدين ظاهراً وباطناً ، وأدركوا أن أمر الدين جد وليس بالهزل . أما حالنا اليوم فقد سمعته من أحدهم يقول : لوما غشينا ما تعشينا ، قال ذلك على مسمع من الناس حوله لاخوف ولا وجل .
المطالب العالية