قلبي مائل مع صاحب الرطب
كان يوجد في أيام المهدي بالدولة العباسية ، قاضي مشهور بالعدل والإنصاف في قضايا الناس . فآتى المهدي يوماً ، فقال له : أقلني من القضاء ؟
فقال له : ماهو السبب ؟ قال له : إما أكون صادقاً في كلامي أوكاذباً . فإن كنتُ كاذباً فالقاضي الكاذب لاينفع للقضاء ! أو كنت صادقاً ، فاقبل حجتي . قال : ـ
آتاني يوماً خادمي بطبقٍ من الرطب ، فقلت له : أوصف لي الشخص الذي أتى به ؟
فعلمتُ من وصفه ، أنه له قضية عندي مع زميل له ، فقلت له : أعد إليه الطبق .
فعندما مثلا أمامي ، في مجلس القضاء ، لم يستويا في نظري .
فقد شعرت بإن قلبي مائل مع صاحب الرطب ، مع أني قد أعدته إليه ,
فاختل ميزان العدل في نظري ، لابد لي من ترك القضاء .
فرأيتُ أن مثل هذه القصص الرائعة ، ينبغي أن تُنشر للإعتبار ، لتعلم أجيالنا الحاضره ، أمجاد تاريخ امتنا الخالدة .
المطالب العالية