عقوبات المعاصي
لقد حرم الله على بني إسرائل ، طيبات أُحلت لهم ، لأجل ظلمهم وبغيهم ، فأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاتعاقب كلها بمثل هذا ، ولكن قد تُعاقب ظلمتهم بهذا بأن يُحرموا الطيبات ، أو لايجدون لذة في مأكل ومشرب ، ولا منكح ، ولا ملبس ، ونحوه ، كما كانوا يجدونها قبل ذلك ، وتُسلط عليهم المنغصات والأكدار والهموم ويُجرّعون غصص المال ، والولد والأهل .
قال تعالى : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ) وقال تعالى : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) .
و قد يعاقب الله الإنسان بسبب معاصيه بأن يخفى عليه من الطعام الطيب والشراب الطيب مما هو موجود ومقدورعليه لوعلمه ، ولكن لايعرف ذلك عقوبة له ، وأن العبد ليٌحرم الرزق عقوبةً له بسبب ذنب يصيبه .
قال الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب ) فهو سبحانه إنما ضمن الأشياء على وجهها واستقامتها للمتقين .
المطالب العالية