القوة العلمية والعملية
يقول أهل العلم : أن العبد منذ أستقرت قدماه في دنياه فهو في حالة سفر إلى ربه ، ومدة سفره هوعمره ، وهو في جهل عن زمن وصوله إلى مقر إقامته الدائمة . ثم جعل الله الليالي والأيام مراحل لسفره ، فلا يزال يطويها ، مرحلة بعد مرحلة .
والسائر لابد له من من قوتين في سيره : قوة علمية وقوة عملية ، فمن هؤلاء السائرين من يكون لديه القدرة العلمية الكاشفة عن الطريق ومنازلها وأعلامها وعوارضها ، ومعاثرها .
وتكون هذه القوة أغلب القوتين عليه ، ويكون ضعيفاً في القوة العملية ، فهو يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها ، ويرى المتالف والمعاطب ولا يتوقاها ، فهو فقيه قبل أن يخوض في العمل ، فإذا حضر العمل ، شارك الجهال في التخلف عنه ، وفارقهم في ميزة العلم . وهاذا النمط هو الغالب على أكثر الخلق المشتغلين بالعلم .
ومن الناس من يكون له قوة عملية ولكن قصور في القوة العلمية ، فهو أعمى البصر والبصيرة ، عند ورود الشبهات في العقائد والإنحرافات في الأعمال والأقوال . فهذا داءه من جهله ، وداء الأول من فساد إرادته العملية مع توفر قوته العلمية .
المطالب العالية