انهم هم التعساء
آثار المعصية القبيحة ، أكثر من أن يحيط بها العبد علماً ، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيط بها علماً .
فخير الدنيا والآخرة بحذافيره يكمن ، في طاعة الله عز وجل ، وشر الدنيا والآخرة يكمن بحذافيره في معصية الله تعالى .
وفي بعض الآثار : يقول الله جل جلاله : من ذا الذي أطاعني فشقي بطاعتي ؟ ومن ذا الذي عصاني فسعد بمعصيتي ؟
انظر في مصداقية هذا الكلام : شارب الخمرة لديه احساس صوري بالسعادة اثناء الشرب ثم تأمل حاله بعد أن ثمل : تراه كالثور الهائج مع اسرته و يشكل مصدر خطر في الطرقات إلى جانب ما يعتريه من استفراغ وصداع وتقيء .
وآثار الزنا لاتحصى ولا تعد وفي قمتها طاعون نقص المناعة ، وما بين ذلك من خراب الأسر وما يترتب عليه من مآسي وفضائح وقتل .
وما يلحق متعاطي الرشوة والسرقة والمدلسين والغشاشين من هموم ومنغصات وأكدار ، وما ينتج عن ذلك من آثار أخرى تفتك بحياة العصاة من تصادم الملكات والمنازعات النفسية ، والأكتئآب .
والطآمة الكبرى تعصف بالذين يحاربون الدين في مجالس السكر وغيره ، ويتنقصون الملتزمين بالسنة من تقصير الثياب وإطالة اللحاء ، يلفقون المعائب حول تطبيق الشريعة ويرون ان في تطبيق القوانين الوضعية من عوامل النهظة والتقدم الحظاري .
فأين هؤلاء من متعة السعادة ، أنهم يعيشون حياة النكد النفسي والشقاء بحذافيرها ، أنهم هم التعساء والمناكيد ولكن لايشعرون ، ثم الله أعلم بالنهايات .
المطالب العالية