حضارة بلا قيم
تأمل حكم الله تبارك وتعالى في من سعى في الأرض الفساد وأقام الفتن ، واستهان بحرمات الله تعالى ، فيما ذكره الله جل وعلا على الأمم اللاحقة في القرآن الحكيم ، لأخذ العبرة ، وتجنب ما وقعوا فيه سابقيهم من المخالفات ، فسنة الله تعالى ماضية في كل من يخالف منهجه تعالى في الأرض .
فها هم قوم لوط : ـ مع شركهم بالله تعالى ـ ارتكبوا الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحداً من العالمين .
v وفي قوم عاد ـ مع الشرك ـ التجبر والتكبر والتوسع في الدنيا بالباطل ، وشدة البطش على من حولهم ، وقولهم : ( من أشد منا قوة ) .
v وفي أصحاب مدين ـ مع الشرك ورفض رسالة السماء ـ اقترفوا الظلم وأكل الأموال بالباطل .
v وقوم فرعون ـ مع الشرك ـ الفساد في الأرض والكبر ، ورفض دعوة موسى وهارون ، وغيرهم .
v وكان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم ونوع مخالفاتهم : فعذب الله تعالى قوم عاد بالريح العاتية ، وقوم لوط : بالرجم بالحجارة من السماء وطمس الأبصار ، وقلب ديارهم عليهم ، وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم ، وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالباطل ، وقوم فرعون أُغرقوا في اليم .
v ونحن نرى في هذا الزمان ، من الوقائع والأحوال والفساد والبطش والظلم ما هو مماثل للأمم السابقة ، فسنة الله تعالى ماضية في المفسدين .
v فنرى من حولنا مصارع الظلمة ونهايات المتجبرين ماثلة أمامنا من الضربات والعقوبات المدمرة : في الفيضانات والأعاصير والزلازل تضرب أصقاع الكرة الأرضية ,
v ونرى أن للعقوبات ظواهر أخرى : في الأزمات المالية والإقتصادية ، والفتن الإجتماعية ، والشقاء ، ومشاكل الأسرة ، وارتفاع نسبة الطلاق ، وفقدان السلم الإجتماعي ونهب الثروات ، والأمراض المستعصية ، والمظالم والفقر والرشاوى والخلافات بين البلدان : كل ذلك يدل على كثرة الخبث كما جاء في الحديث الشريف . ...الخ .
المطالب العالية