الصناعة التجسسية
إذا كانت فلسفة الاستخبارات الصينية منذ أكثر من (2500) عاماً تقوم على دعائم داخل البلاد المستهدفة ، فتأخذ من المظالم الإجتماعية في بلاد الأعداء وسيلة لتحويل ولاء هؤلاء المتهورين والحاقدين على بلادهم إلى خلايا تجسسية .
تمدهم بالمعلومات الحيوية التي قد تؤدي إلى الذهاب بسيادة بلادهم ونهب خيراتها ، وتصبح لقمة سائغة للأعداء ، بعد أن عرفوا جوانب القوة والضعف فيها .
فإذا كانت هذه دعائم الفكر التجسسي في تلك الفترة الغابرة في التاريخ ، فما بالك بالصناعة التجسسية في العصر الحديث ، إن الأمر أدهى وأمر ، إنهم قادرون على تغيير مسار العالم بأسره ، إنهم هم القوة العظمى الخفية المدمرة .
إنهم يستطيعون أن يقوّضون دعائم دول مستقلة ، مهما كانت قوتها العسكرية ، وينشئون أنظمة أخرى موالية لهم ، ويفتعلون أزمات عالمية لتحقيق أهداف أكثر خطورة لهز أركان العالم ، دون أن يضطروا إلى القيام بحملات عسكرية لتحقيق المصالح التي يريدونها .
إنها صناعة قذرة لاتحكمها قيم أخلاقية ولا معاهدات دولية ، ولا تكترث بردود الأفعال ، لأنها تمتلك الآلية لتدمير كل من يقف في طرقها ويعيق تحقيق أهدافها
فهي ليست في عجلة من أمرها كالسوس ينخر جذع الشجرة العظيمة ببتطء حتى تنهار ، والأخطر أنها لاتترك أي أثر من شأنه أن يؤدي إفشال مخططاتها .
المطالب العالية