المصالح الكبرى
· إذا تأملت الشريعة التي بعث الله تبارك وتعالى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بها حق التأمل وجدت الحكمة والمصلحة ، والعدل والرحمة ، باديةً على صفحاتها ، منادياً عليها يدعو العقول والألباب إليها ، لأن الذي شرعها يعلم ، ما في خلافها من المفاسد والقبائح والظلم والسفه .
· وتأمل كيف وضع الأعضاء الأربعة ، التي هي آلة البطش ومجمع الحواس ، يتعلق أكثر الذنوب والخطايا بها . ولهذا خصها النبي بالذكر في الحديث المشهور :(إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محاله ... الخ ) .
· فلما كانت هذه الأعضاء ، هي أكثر الأعضاء مباشرة للمعاصي ، كان أثر الذنوب ألصق بها وأعلق من غيرها ، فشرع أحكم الحاكمين ، الوضوء عليها ، ليتضمن نظافتها وطهارتها من الأوساخ الحسية ، وأوساخ الذنوب والمعاصي .
· وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا المعنى بقوله : ( إذا توضأ العبد المسلم خرجت خطاياه مع الماء أو مع آخر قطرة من الماء حتى يخرج من تحت أظافره .
المطالب العالية