الهوان بعد الكرامة
عندما باشر الخطيئة آدم وزوجه ، وأهبطهما الله تعالى من ملكوت القدس إلى دار الفتن والشقاء . يروى أنه بكى على خطيئته مائة سنة ، حتى نبتت الأرض عشبا تحته ، من دموعه .
قال وهب بن منبه : أن آدم عليه السلام ، قد أطلعه الله تعالى وهو منكس الرأس في حزن عظيم . فأوحى الله إليه : يا آدم ، ماذا الجهد الذي أراك فيه اليوم ؟ ما هذه البلية التي قد أجحف بك بلاؤها ، وشقاؤها ؟ .
قال آدم : قد عظمت مصيبتي ، يا إلهي ، وأحاطت بي خطيئتي ، وخرجت من ملكوت ربي فأصبحت في دار الهوان بعد الكرامة ، وفي دار الشقاء بعد السعادة ، وفي دار الفناء والنّصب بعد الهناء والدعة ، وفي دار البلاء بعد العافية ، وفي دار الظعن والزوال بعد القرار ...
إلهي فكيف لا أبكي على خطيئتي ؟ أم كيف لاتحزنني نفسي ؟ أم كيف لي أن أجبُر هذه البلية والمصيبة .
هذه القصة وردت في أخبار بني إسرائل ، لايوجد فيها حديث متصل الإسناد إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن مأمورون ألا نكذبهم ولانصدقهم ، إلا فيما يتعارض مع ديننا .
هذه دار الدنيا ، كما رآها آدم عليه السلام بعد أن ذاق طعم الحياة في الجنة التي نحن نتصارع ونتقاطع ونتدابر، ونحب ونكره من أجلها ، ونعادي ونسالم من أجلها ، ونحن نعلم أننا راحلون عنها بعد قليل .
المطالب العالية