عرب الصحراء في قلب أوروبا
كان المسلمون في صدر الإسلام حفنة من عرب الصحراء ، فلما أصغوا إلى خطاب ربهم ، وآمنوا به ، وتبينوا حقيقة الإيمان ، تسابقوا في مضمار القربات ، أنجز الله لهم الوعد الذي ألزم به ذاته العلية ، في مثل قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم ... ) .
فأزاح عن طريقهم : أعظم الإمبراطوريات العالمية : الروم والفرس واليونان ، وأقام من تلك الحفنة من عرب الصحراء كبار القادة والحكام لشعوب تلك البلاد ، وأورثهم أرضهم وديارهم بكل ما فيها من الخيرات .
ومن أبرز آثار فهمهم للدين وقيمه الخالدة قول عمر لأبي عبيدة ، بعد أن وصل عمر من المدينة ديار الشام ، مرتدياً مرقعته المعروفة التي كانت تحوي اثنتي عشرة رقعة التي لم يرتاح لها أبوعبيدة .
حيث قال له عبارته الخالدة : ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فمهما طلبنا العزّ بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله تعالى ) . هذا هو الشعور العالي الذي كان يساور عمر الذي أصر ألاّ يراه زعماء الشام وأباطرته ، إلا بتلك المرقعة .
المطالب العالية