موعظة من الجار الجنيّ
قال ابن أبي الدنيا ... سمعت أبا خليفة العبدي قال : مات ابن لي صغير فاحزنت عليه حزناً شديداً وارتفع عن عيني النوم .
فوالله إني ذات ليلة في بيتي على سريري ، وليس في البيت أحدُ ، وإني لمفكر في إبني ، إذ ناداني مناد من ناحية البيت : السلام عليكم ورحمة الله ، يا أبا خليفة ، فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله .
قال : ورعبت رعباً شديداً ، فتعوذت ثم قرأت آيات من آخر سورة آل عمران ، حتى انتهيت إلى هذه الآية ( وما عند الله خير للأبرار ) . قال : يا أبا خليفة ، قلت لبيك ، قال : ماذا تريد ؟ تريد أن تخص بالحياة في ولدك ، دون الناس ، أنت أكرم على الله أم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ وقد مات ابنه إبراهيم . وقال : ( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ) .
أم ما ذا تريد ؟ تريد أن تسخط الله تعالى في تدبير خلقه ؟ والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ، ولولا التأسي ما انتفع المخلوقون بعيش . ثم قال : ألك حاجة ؟ قلت من أنت رحمك الله ؟ قال : امرؤُ من جيرانك الجن .
المطالب العالية