عملية انقاذ من البئر
ان الكرامات التي نقف عندها ، لاننكر حدوثها ، ولا نجزم بوقوعها ولكن سمعنا بما يفوق هذه القصة غرابة .
هذا رجل صالح : يتحدث عن ما حدث له وهو في طريقه إلى مكة ، قال : كنت في تبوك في طريقي إلى الحج . فقدمت إلى بئر لأستقي منه ، فزلقت رجلي ، فوقعت في جوف البئر، فرأيت في جوف البئر زاوية واسعة ، فأصلحتُ لي فيها موضعاً ، وجلستُ عليه .
وقلت في نفسي : إن كان مني شيئ ، لأفسد الماء على الناس ( ينوي الخير في اسوأ الظروف ) وطابت نفسي وسكن قابي ، فبينما أنا قاعد مشغول بحالي ، إذا بخشخشة ، فتأملتُ فإذا حية ضخمة ، تنزل داخل البئر ، فراجعت نفسي فإذا هي ساكنة .
فنزل فدار حولي ،وأنا هاديء السّر ، ثم لف بي ذنبه ، وأخرجني من البئر ، وحلّل عني ذَنَبه ، فنظرتُ حولي ، فلا أدري أرض ابتلعته أو سماء رفعته ، وقمت في طريقي .
أقول : تأمل هدوءه النفسي وعدم اضطرابه وسكونه ، وهو أمر غير مألوف في طبائع البشر ، كان يُنتظر منه أن يندفع بحركات طائش لأنقاذ نفسه من موت محقق يراه أمامه . أنه التدبير : أنه الله احاط به فهو ملك القلوب والنفوس ,
ماذا يمكننا أن نقول في هذا اسياق عن رعاية الله لأنبيائه وعباده الصالحين : فهذا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت : ( ولولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ، ورعاية الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في الغار وأبراهيم عندما وضع السكين على رقبة ابنه .
المطالب العالية